توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدول الغربية تجبر السلطة الفلسطينية على تغيير مناهجها الدراسية

بريطانيا متهمة بدعم الارهاب لمساعدتها نظامًا مدرسيًا يروِّج له

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - بريطانيا متهمة بدعم الارهاب لمساعدتها نظامًا مدرسيًا يروِّج له

اتهامات لبريطانيا بدعم الارهاب لمساعدتها نظامًا مدرسيًا يعمل له
لندن _ ماريا طبراني

تضخُّ بريطانيا مبالغ ضخمة من المساعدات الخارجية الى المدارس الفلسطينية المُسماة بأسماء المتشددين الإسلاميين، والتي تروِّج علنًا للإرهاب، وتشجِّع التلاميذ على رؤية قتلة الأطفال باعتبارهم قدوة. ووجدت صحيفة "ديلي ميل" في تحقيق لها أن 24 مدرسة سميت بأسماء متشددين تشجع بشكل واسع على العنف ضد إسرائيل  من خلال المعلمين الذين يصورون للتلاميذ أن "الإرهابيين أبطال". وتُنشر صور الشهداء على جدران المدرسة ويتم رسم شعارات ثورية ورموز على المباني التي يستخدمها الشباب، كما تتم تسمية الأحداث الرياضية بأسماء "الإرهابيين"، ويتم تشجيع الطلاب على تنفيذ إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين في المسرحيات.

بريطانيا متهمة بدعم الارهاب لمساعدتها نظامًا مدرسيًا يروِّج له

ويعترف المعلمون الأوائل علنًا بالاستهزاء بمحاولات الجهات المانحة البريطانية والأوروبية للتحكم في المناهج الدراسية في المدارس، حيث قاموا بطباعة المساعدات الدراسية السياسية بوضوح للطلاب، فيما يشجع المعلمون التلاميذ على محاكاة المهاجمين المراهقين الذين قُتلوا في أحدث موجة للهجمات الإرهابية في المنطقة، وذكر أحد المعلمين في مدرسة بارزة في الضفة الغربية بشأن ما سيقوله للتلاميذ المهددين بمهاجمة إسرائيل "أقول لهم إذهبوا باسم الله".

ويأتي هذا على الرغم من مراجعة مئات الملايين من الجنيهات المقدمة للتبرعات لدى الخدمات العامة الفلسطينية العام الماضي، بعد أن أثارت الدول الغربية المانحة المخاوف بشأن ما يتم تلقينه للأطفال. ويأتي ذلك بعد الضجة التي أثارها تحقيق جريدة "ديلي ميل" الأحد والذي كشف عن أن أموال دافعي الضرائب البريطانيين تذهب لدعم مصاريف شهرية لقتلة إرهابيين مدانين وعائلات الانتحاريين. وبيّن التحقيق أيضا أن المعونة البريطانية تموِّل رواتب آلاف الموظفين الحكوميين الذين لم يعملوا لمدة 9 سنوات على الرغم من اعتراف العديد منهم أن لديهم وظائف ثانية، حيث تم توقيف هذه المدفوعات قبل 3 أشهر، ويعد التحقيق في إطار حملة مطولة تجريها الصحيفة بشأن التزام الحكومة بالمساعدات الخارجية التي تصل إلى 12 بليون أسترليني.

وقالت جوان ريان رئيسة مجموعة  Labour Friends of Israel والنائب عن Enfield  North  إنها "تدعم إرسال مساعدات إلى فلسطين"، لكنها دعت الوزراء لجعل الفلسطينيين يتمسكون باتفاقات التمويل، مضيفة " لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي في حين تحرض السلطات الفلسطينية ضد السامية  ما يسمم عقول الشباب ويجعل حل الدولتين أكثر صعوبة في تحقيقه".

وقدمت بريطانيا في هذا العام وحده 25 مليون أسترليني مساعدات للسلطة الفلسطينية، وساعدت في دفع رواتب 30 ألف مسؤول في الصحة والتعليم في الضفة الغربية، فيما تبرع الاتحاد الأوروبي الذي  يحصل على عُشر ميزانية المساعدات من بريطانيا ب 272 مليون أسترليني، وذهب أكثر من نصف هذا المبلغ إلى موظفي القطاع العام في التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية في غزة والضفة الغربية.

ويشير كل من وزارة التنمية الدولية والاتحاد الأوروبي إلى فحص هذه الأموال بعناية من قبل المحاسبين إلا أن تقريرًا جديدًا أعد  لمجموعة Labour Friends of Israe بواسطة منظمة Palestinian Media Watch  وهي من المنظمات المحترمة الإسرائيلية للمراقبة كشف أن  هناك 24 مدرسة مسماة بأسماء إرهابيين فلسطينيين بارزين بينها 4 على اسم الرجل الذي خطط لقتل 11 رياضيًا إسرائيليًا  في دورة الألعاب الأولمبية في "ميونيخ"، ومدرسة أخرى باسم مؤسس حركة "حماس" الإسلامية، وأخرى باسم أمين الحسيني مفتي القدس الذي أيد هتلر وساعد في التجنيد لصالح القوات النازية الخاصة (SS).

 

بريطانيا متهمة بدعم الارهاب لمساعدتها نظامًا مدرسيًا يروِّج له

كما تتم تسمية الأحداث الرياضية بأسماء إرهابيين، حيث سمي حدث رياضي لكرة القدم تستضيفه مدرسة في مدينة البيرة باسم صبي عمره 13 عاما والذي طعن اثنين من المواطنين الإسرائيليين قبل بضعة أسابيع، وقٌتل صديقه وعمره 15 عاما بالرصاص في الهجوم.

وتشهد المسرحيات في المدارس والمخيمات الصيفية تنظيم التلاميذ الإعدام مثلما حدث في مدرسة في الخليل حيث ظهر طفل حاملا الرايات الفلسطينية وأطلق النار على طفل أخر ارتدى زي جندي إسرائيلي، وتم نشر الصور على صفحة الفيسبوك على المدرسة.

وزرعت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية الأشجار لإحياء ذكرى الإرهابيين الذين قُتلوا في الانتفاضة الشعبية المستمرة كوسيلة لتكريم الشهداء وبينهم طلاب مدارس ولتعزيز الشعور بالانتماء للأرض. وقال إيتمار ماركوس مدير منظمة Palestinian Media Watch أن المساعدات البريطانية تدعم تمجيد الإرهاب وتلقين الأطفال الفلسطينيين لرؤية القتلة كقدوة، مضيفا أن بريطانيا والاتحاد الأوروبي "يتحملان المسؤولية عن هذا الإرهاب" عندما يدعمون نظامًا مدرسيًا يروج له، هذا ببساطة يعد بمثابة إساءة معاملة للأطفال وتشجيع لهم للموت في القتال المسلح، إنها رسالة رهيبة يتم تقديمها للجيل القادم من الأطفال الذين هم مفتاح السلام، ولكن انظر لما يتعرضون له في سن مبكرة حيث ينشأون في جو من الرعب ويتم إخبارهم أن قتل الإسرائيليين عملا بطوليا".
وأشار ماركوس إلى مدرسة خليل الوزير الإبتدائية للبنات في مدينة الخليل، وهي مسماة باسم العقل العسكري المدبر السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية  والمعروف باسم "أبو جهاد" والذي أدين بقتل 125 إسرائيليا، وتضم المدرسة صورة لأبو جهاد في الواجهة مع الكلمات " أبو جهاد.. أولا الرصاص وأولا الحجارة". وينتشر شعار حركة "فتح" التي تدير الضفة الغربية بجانب البوابة الرئيسية للمدرسة مع بندقيتين متقاطعتين، وفي إحدى زوايا المدرس يمكنك ملاحظة لوحة تجسد بناء وإعادة تأهيل المراحيض ومرافق التخزين ونوافير الشرب بتمويل من مساعدات الاتحاد الأوروبي.

وتعد مدرسة "دلال المغربي" الثانوية للبنات في حي الشيوخ في الخليل، واحدة من 3 مدارس مسماة باسم امرأ قادت الهجوم الإرهابي الأكثر دموية في التاريخ الإسرائيلي، حيث اختطفت حافلة عام 1978 ما أودى بحياة 37 شخصًا بمن فيهم 12 طفلا، وتم رسم خريطة لإسرائيل والأراضي المحتلة على الجدار بجانب الباب الأمامي للمدرسة مع العلم الفلسطيني لتوضيح عدم شرعية وجود إسرائيل. إلا أن الفتيات في مدرسة أخرى قالوا للتلفزيون الفلسطيني منذ 3 أعوام أنهم يفخرون بحضورهم الى مدرسة سميت باسم قائدة عظيمة، حيث أوضحت إحدى الفتيات أن طموح حياتهما محاكاة هذه البطلة، كما أشاد أحد المعلمين بالمغربي باعتبارها مقاتلة شجعاة نفذت عمليات استشهادية.

وأوضح مسؤول تعليمي في الخليل أنهم لا يرون المغربي إرهابية لأنها كانت تدافع عن حقوق الشعب ضد الإحتلال القمعي، مضيفا  "نحن لا نعتبرها من قتلة الأطفال، وما هي المشكلة في تسمية المدارس بأسماء الشهداء". وظهرت قائمة على جهاز كمبيوتر مع ملصق ضم المساعدات الأميركية ضمن 25 تبرعًا حصلت عليهم البلدية مؤخرا، وكان أحد أفعال الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تسليم 221 مليون دولار مساعدات للسلطة الفلسطينية قبل تولي ترامب الرئاسة، ويظهر ذلك  كيفية دعم نظام فاسد من المساعدات الخارجية، فيما تراجعت المساعدات الخارجية حاليا ما تسبب في مشاكل مالية في المنطقة إلا أن الإرهابيين وعائلاتهم لا زالوا يحصلون على 246 مليون أسترليني سنويا.

وأضطرت الدول الغربية المانحة التي اكتوت بالاتهامات بدعم الإرهاب إلى إجبار السلطة الفلسطينية على تغيير مناهجها الدراسية في بداية هذا العام الدراسي عن ريق استئصال القضايا المثيرة للجدل في التاريخ والجغرافيا والدين، حيث مُنع المعلمون حاليا من مناقشة نكبة 1948 عندما تم نفي مئات الآلاف من الفلسطينيين أو فروا من ديارهم خلال حرب استقلال إسرائيل، كما تم فرض حدود على الآيات القرآنية التي تشير إلى الجهاد، لكنهم أعربوا عن تجاهلهم للحظر مدعين أن قادتهم وافقوا على الضوابط فقط لتجاوز عملية الفحص والحصول على المساعدات المالية مع علمهم بأنهم سيتم تجاهل أي قيود داخل الفصول الدراسة.

ويقول أنور أبو قواك مدرس اللغة الإنجليزية "هذه هي الطريقة التي يعمل بها الأمر، إنهم يطلبون الحصول على الأموال ويحصلون عليها ويزعمون أنهم سيزيلون الأشياء من كتبنا المدرسة ثم يقول المديرون للمعلمين أن يأخذوا على عاتقهم تعليم الأمور الصحيحة، لماذا يجب أن نستمع للجهات الأجنبية المانحة، إنهم يشترون السياسيين وموظفي الخدمة المدنية بأموالهم  لكنهم لن يشتروننا نحن الذين نعلم الأطفال"، معترفا أنهم يتحدثون عن النكبة والشهداء داخل الفصول، وأضاف " نحن نقول لهم أنهم الأساس لشعبنا، من المهم تسمية المدارس بأسماء الشهداء يجب أن يكون هناك  آثار في المدارس للإحتفال بها، أين تذهب كل أموال المساعدات، أولا انظر إلى المدارس التي تخلو من المكتبات أو الملاعب فضلا عن وضع 45 تلميذ في الفصل الواحد ثم انظر إلى مكاتب المسؤولين وأثاثها الجيد"، موضحا أنه لم يرَ أي مسؤول أجنبي يزور مقر مدرسته.

وقضى نبيل سمارة مدير المدرسة التي تضم 850 تلميذا فترتين في السجن بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية وأخرى بتهمة تشجيع المعلمين على التحريض على العنف، وشهد خلال 10 سنوات قضاها في المدرسة قتل 5 تلاميذ بالرصاص في الاحتجاجات وسجن نحو 20 تلميذا، وتابع سمارة (58 عاما) " طالما استمر الاحتلال من المستحيل بالنسبة لنا آلا نحرض على العنف، ووضعت الدول المانحة قواعدها ولكن إذا كنت أعلّم الطلاب حب فلسطين يجب أن أعلمهم أهمية مقاومة الاحتلال".

واعترف سمارة أنهم طبعوا المنشورات الخاصة بهم  لتجسيد المنهج الجديد، بما في ذلك في أحد دروس الجغرافيا الذي بيّن فلسطين تحتل كل مساحات أراضي إسرائيل من قبل إنشائها عام 1948، وذكر سمارة " تمت إزالة جغرافية فلسطين من المناهج الدراسية، علينا آلا نأخذ المال مع كل هذه الظروف ومن واجبي أن أعلم الأطفال التاريخ والجغرافيا والدين الخاص بنا"، وعلى عكس زملاؤه أوضح سمارة أنه سيسعى لوقف أي تلميذ عن المشاركة الفعالة في الهجمات على إسرائيل مضيفا " سأقول لهم لا ترمون بالحجارة ولكن قاتلوهم بأن تصبحوا محامين أو معلمين".

وقالت متحدثة باسم وزارة التنمية الدولية " إننا نشجب تمامًا أي محاولة لتمجيد العنف أو التعصب"، وأشارت إلى أن الوزارة تعتقد أن حرمان الشباب من التعليم يجعلهم أكثر عرضة للتطرف، وأضافت أن الوزراء أعلنوا دعمهم لمشاريع بريطانية جديدة للتعايش في إسرائيل والأراضي المحتلة، وذكر متحدث باسم الاتحاد الأوروبي " كل أموال الاتحاد الأوروبي التي تذهب للسلطة الفلسطينية من أجل المرتبات والمعاشات والمخصصات الاجتماعية تتم من خلال نظام محكم من الإجراءات للتحقق".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا متهمة بدعم الارهاب لمساعدتها نظامًا مدرسيًا يروِّج له بريطانيا متهمة بدعم الارهاب لمساعدتها نظامًا مدرسيًا يروِّج له



الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon