توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

​أحد مُخيّمات اللاجئين في العراق مصدر إلهام لمعرض زهور تشيلسي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ​أحد مُخيّمات اللاجئين في العراق مصدر إلهام لمعرض زهور تشيلسي

​أحد مُخيّمات اللاجئين في العراق
لندن ـ سليم كرم

يُسافر المصممون إلى الخارج للحصول على إلهام لعرض حدائق تشيلسي في لندن، لكنّ رحلاتهم تستلزم عادةً رحلة شاقة عن طريق البر، مرورا بحرس الحدود المسلحين لأن أقرب مطار مغلق.

وزار توم ماسي معسكر دوميز في شمال العراق في وقت سابق من هذا العام لمعرفة كيف يقوم اللاجئون بزرع حدائق مؤقتة، على أمل جلب بعض هذه الروح الإبداعية إلى المخطط الرئيسي في حديقة تشيلسي، وكان ذلك بمثابة انفراجة له، موضحًا كيف أن الناس الذين وصلوا دون أي شيء أعادوا ترتيب حياتهم في الوطن، ومعظمهم في سورية. ويقول "في ظل وجود مأوى أساسي ومكان لهم، كان مِن الممتع أن نرى مدى أهمية الزراعة بالنسبة إليهم ومدى فائدة المساحة الخضراء لحياتهم".

ربط اللاجئون معاناتهم بالحدائق والبساتين
وعندما سألت مجموعة الثقة "ليمون تيري تريست" التي ترعى الحديقة، اللاجئين عما افتقدوه أكثر من المنزل، تحدّثوا عن أصوات الطبيعة وحدائقهم وأشجارهم وكثير منهم طلب البذور، وبدؤوا في تربية الطيور المغردة والحمامات، وصنعوا نوافير متقنة من الخرسانة، ونحتوا أسره من التربة الطينية، وقد يكون حديقة تشيلسي عالما بعيدا عن الوجود الهش والقاسي لمعسكر دوميز، لكن تأمل ستيفاني هنت الرئيس التنفيذي لمجموعة "تريست"، أن يتمكن الزوار من "ربط معاناتهم بالحدائق والبساتين، وحول وجودهم كلاجئين، وإظهار أنهم برغم الألم والمشقة التي رأوها، يريدون المضي قدمًا، وحدائقهم تجلب لهم تلك السعادة خطوة بالخطوة".

ويستخدم ماسي لحديقته نفس المجموعة المحدودة من المواد الخام التي يستطيع 26.000 لاجئ في معسكر دوميز الوصول إليها، وهي الخرسانة والصلب، بالإضافة إلى الأشياء العادية التي يعيدون تصنيعها، من القصدير إلى الزجاجات البلاستيكية. في الوسط توجد نافورة مستوحاة من التراث الإسلامى، تغذيها حوافها الماء التي تشع منها. وتغطي إحدى الجدران الحدودية أنابيب وعبوات مملوءة بالنباتات وأشجار التين والرمان والليمون توفّر الظل والرائحة والطعام، ويقول ماسي: "الكثير من الأشخاص الذين قابلتهم قالوا إن حدائقهم هي أماكن للهروب من الواقع، لذا أردت إنشاء مناطق يمكن للناس الجلوس فيها والاستماع إلى صوت المياه الجارية والهواء النقي".

كل المواد الموجودة بُدائية
وأضاف توم ماسي: "لن تكون الحديقة نسخة كربونية من حدائق اللاجئين، فيجب أن يكون هناك طابع خاص لتشيلسي، أو لن ينجح، حيث سأستخدم أشكالا مصقولة بدلا من صب الخرسانة للنافورة، وقطع الصلب بالليزر بدلا من القطع بالأدوات الأساسية العادية، وهناك نباتات نمت خصيصا في حديقة هورتس لوكي".

وقامت إحدى وكالات الأمم المتحدة للاجئين برعاية إحدى حدائق العرض التي صممها في معرض RHS Hampton Court في عام 2016، وهذه الحديقة المسماة مراقبة الحدود سلّطت الضوء على الرحلات الخطرة التي يقوم بها اللاجئون. ويقول: "مِن اللطيف رؤية حدائق مثل هذه في المعارض الكبيرة.. إنها ليست مجرد حدائق راقية لا تحمل الكثير من الرسائل وراءها بل هى حدائق بأرواح أصحابها". وبالنسبة إلى ماسي، درس الرسوم المتحركة ثم ذهب إلى الإعلان، لكنه وجد أن هناك "الكثير يمكن إنجازه بدلا من الجلوس في غرفة مظلمة"، حتى إعادة تدريب نفسه كمصمم حدائق. ويقول: "لقد كان لدي دائما اتصال عميق بالمناظر الطبيعية.. لقد نشأت في ريتشموند مع الحديقة على عتبة بيتي وقضيت فترات صيف طويلة في كورنوال وهي تسير برية إلى حد ما".

وأثناء وجوده في معسكر دوميز، استكشف ماسي سهول بلاد ما بين النهرين المحيطة بالمخيم، وهو بقعة ساخنة للتنوع البيولوجي ومليئة بأنواع غير مألوفة من الزهور، ورافقه الدكتور سامي يوسف، وهو خبير في التنوع البيولوجي كان لاجئًا في المخيم، وكان له دور أساسي في بدء فكرة الأمانة المتنامية هناك؛ حيث وجد يوسف العديد من الأنواع النباتية غير المسجلة سابقا التي تنمو في مكان قريب، وأقر ماسي معرفة يوسف، للتأكد من أن حديقته الخاصة تستخدم الأنواع الصحيحة. ويقول ماسي: "الصحافيون والمصممون والمهندسون المعماريون وعلماء النبات والمزارعون والمعلمون والمصممون كلهم ​​يبذلون قصارى جهدهم للبقاء على قيد الحياة".​

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

​أحد مُخيّمات اللاجئين في العراق مصدر إلهام لمعرض زهور تشيلسي ​أحد مُخيّمات اللاجئين في العراق مصدر إلهام لمعرض زهور تشيلسي



GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon