توقيت القاهرة المحلي 08:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسر شهداء حادث المنيا يتحدثون عن تفاصيل حياتهم

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أسر شهداء حادث المنيا يتحدثون عن تفاصيل حياتهم

ضحايا الحادث المتطرف
المنيا - جمال علم الدين

حالة من الحزن خيمت على أهالي قرية دير الجرنوس التابعة لمركز مغاغة في محافظة المنيا، والتي ودعت 7 من أبنائها العمال بعد الحادث المتطرف الذي وقع الجمعة الماضي، والذي امتدت يده لتقتل 29 من الأبرياء بينهم 9 أطفال صغار، على الطريق الصحراوي الغربي أثناء توجههم إلى دير الأنبا صموئيل المعترف.

انتقلت "مصر اليوم"، إلى القرية لرصد أوجاع وآلام الأهالي، حيث كان في استقبالنا ماركو الطفل الصغير الذي لم يتجاوز عمره 15 عامًا، والذي يعد الناجي الوحيد بين عمال الأجراس، يعجز لسانه عن الكلام بعد رؤيته والده يسقط على رمال الصحراء غارقًا في دمائه.

"ماركو عايد" الطفل الناجي من الحادث والذي رفضت أهليته الوقوف أمام الكاميرا لتصويره يقول وهو يتلعثم وينهمر في البكاء "قتل والدي أمام عيني"، مضيفًا أن والده خرج كعادته إلى الدير و"كنا نسير خلف أتوبيس كان يقل عددًا من الأشخاص أيضًا متهجين إلى الدير وفجأة خرجت مجموعة ملثمة قطعت الطريق على الأتوبيس، ما دفعهم للتوقف وتوقفت سيارتنا خلفهم، وسمعنا إطلاق الأعيرة النارية، وهرع أبي من السيارة ومعه العمال، فإذا بما يقرب من 12 شخصًا ملثمًا و3 سيارات 2 كابينة متوقفة يقولون لنا "قولوا الشهادة ولن نقتلكم".

واستطرد ماركو قائلًا: "أطلقوا النار علينا وأخذني أبي بين يديه، وأنا أغمضت عيني حتى رأيتهم يرحلون، ثم أسرعت إلى بعض الزراعات وقمت بالاختباء بها، حتى رحلوا ثم عدت إلى المكان وجدت أبي سقط على الأرض غارقًا في دمائه ولا أحد يتحدث بكلمة واحدة، ما دفعني للهرب إلى أن وجدت أشخاص قلت لهم ما حدث وبعدها سقطت مغشيًا علي".

فكل يوم يستقل العمال السبعة سيارة ربع نقل ويتوجهون إلى دير الأنبا صموئيل في رحلة البحث الدائمة عن لقمة العيش بصحبة رئيس العمال ليصنعوا قواعد الأجراس الخاصة بالدير، ولم يكن العمال يعلمون أن قصة كفاحهم مع لقمة العيش سوف تنتهي على رمال الصحراء بالقرب من الدير.

واصطحب رئيس العمال عايد حبيب نجله معه لزيارة الدير، وكأنه يعلم أن حضنه له لإنقاذه من رصاص الإرهاب هو آخر أحضانه لنجله وبعدها سيغادر الدنيا بلا رجعة، بصحبة رفاق الكفاح وهم لمعي إسحاق تواضروس، 44 عامًا، وإسحاق شلبي، 45 عامًا، وعايد ورد 33 عامًا، وعيد إسحاق منقريوس 46 عامًا، وناصف ممدوح عياد 42 عامًا، وصموئيل عاطف 32 عامًا.

ومن جانبه، أكد إسحاق عزيز، أحد أقارب الشهيد عايد حبيب، أن جميع الشهداء كانوا في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل الذي يقع على الطريق الصحراوي الغربي، واستطاع عايد أن يحصل على عمل هناك وهو تثبيت القواعد الخاصة بالأجراس للدير، مضيفًا أنه كان يصطحب معه العمال ويمكث بالدير أسبوعيًا 4 أيام ثم يعود إلى المنزل، وفي هذا اليوم المشئوم خرج الساعة السادسة والنصف مستقلًا سيارة ربع نقل، متوجهًا إلى الدير وبصحبته نجله ماركو خرج عليهم مجموعه مسلحة وأطلقت عليهم النار ومنهم من أصابه 25 طلقة نارية، لافتًا إلى أن الجميع عمال بسطاء يأكلون يومًا بيوم.

فيما أوضح جرجس فرج، أحد أقارب عايد، أن الشهيد رحل وترك خلفه 3 أطفال صغار تركهم في حالة اقتصادية صعبة، مضيفًا أن عايد له شقيقين آخرين يعيشون معًا في منزل واحد لا تتجاوز مساحته 70 مترًا مبنيًا بالطوب اللبن كل واحد يعيش بزوجته وأبنائه في حجرتين، لافتًا إلى أن حالة عايد صعبة جدًا إذا لم يكن يذهب للعمل يومًا لا يجد قوت هذا اليوم.

وواصل فرج، أنه عند سماعه بالحادث أسرع للمكان  ففوجئ بالمناظر الصعبة والدماء التي سالت على الرمال لترويها، ووجد أيضًا سيارة محترقة، وعندما سألت أحد المصابين أخبرنى أن المجموعة المتطرفة عندما انتهت من قتل الجميع، وإطلاق النار عليهم فوجئوا بتعطل أحد السيارات فأشعلوا فيها النيران حتى لا تظهر معالمها.
بينما بيَّن ميلاد عزيز حبيب، أحد أقارب الشهيد ناصف ممدوح، أن الشهيد ناصف ترك خلفه 3 أطفال صغار، ونجله الصغير الذي وضعته زوجته منذ أقل من 15 يومًا فقط، ورغم سعادته بالمولد كان يقول لنا أنه سوف يعلمه ولا يجعله يشقى كما شقي هو، لكنه لم تسعفه الأيام للفرحة به وتركه في حضن أمه ترعاه.

وأبرز حبيب، أن "ناصف رجل فقير جدًا وحالته المادية صعبة للغاية كنا دائمًا يسعى خلف لقمة العيش في أي مكان ولم يكن يشكي من التعب ويقول: "مادمت عندي قدرة على العمل سوف أعمل"، مشيرًا إلى أنه كان سعيدًا جدًا بالعمل في الدير ويشعر أنه يقدم شيئًا جميلًا في خدمة الرب والدير، وكان يتمنى أن لا يتعب أبنائه كما تعب هو".
أما فايقة عزيز إحدى جيران الشهداء، نوهت أن جميع من استشهدوا كانوا فقراء لا يجدون قوت يومهم وكان الأصعب حالًا فيهم هو عايد ورد فهو من الفقراء الذين يقضون أغلب أوقاتهم بلا طعام ولكن كانت سمعتهم طيبة.

وفي السياق نفسه، شيع أهالي قرية الشيخ زياد التابعة لمركز مغاغة 3 من شهداء الحادث، بينهم شقيقين هما كرولس محروس وشقيقه العاملان واللذان استشهدا على يد الجماعات المتطرفة في حادث دير الأنبا صموئيل، وشيعت جثامينهم من مطرانية مغاغة وسط حشود كبيرة من الأهالي الذين يطالبون بالقصاص العاجل لدماء الشهداء.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسر شهداء حادث المنيا يتحدثون عن تفاصيل حياتهم أسر شهداء حادث المنيا يتحدثون عن تفاصيل حياتهم



GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon