القاهرة - محمد التوني
أكّد المفكر السياسي، رئيس الحزب المصري الديمقراطي السابق، الدكتور محمد أبو الغار، أن المطالبين بإجراء تعديل دستوري على بعض مواد الدستور، وأبرزها المادة الخاصة بمد فترة حكم رئيس الجمهورية من 4 إلى 6 سنوات، لا يريدون سوى مصالحهم الشخصية، والتقرب من النظام.
وأضاف أن الموافقة على إجراء التعديلات الدستورية ستضع مصر والقيادة السياسية في مأزق كبير، مشددًا على أن الدولة لا تريد انتخابات المحليات، كما تحدث عما حدث لمدير مكتبة الإسكندرية السابق، الدكتور إسماعيل سراج الدين، الفترة الأخيرة، حيث تساءل أبو الغار: "كيف لرجل قامة عالمية، حاصل على العديد من الأوسمة والتكريمات، يُتهم بذلك؟!، كما وصف ما حدث في جزيرة الوراق، مؤخرًا بـ"البلطجة والفتونة"، من جانب الدولة.
وقال أبو الغار: "مصر لم تعرف حاكمًا قرر أن يترك الحكم بنفسه، إذ تمت الإطاحة بالرئيس محمد نجيب أول رئيس جمهورية، من قبل مجلس قيادة الثورة، ثم جاء جمال عبد الناصر، وأنور السادات، كانت أسباب تركهما للحكم وفاتهما، وحسني مبارك، ومحمد مرسي أطاح بهما الشعب نتيجة ثورتين، فلا يوجد رئيس في مصر قرر أن يترك الحكم من نفسه، وهناك بعض من أعضاء مجلس النواب، يرون أن الرئيس "ما يمشيش غير بالموت أو الثورة أو بالانقلاب"، وهذا غير صحيح، ولابد أن تكون هناك قواعد كما هو موجود في كل الدنيا، وهؤلاء الأشخاص يريدون التقرب من الرئيس عبد الفتاح السيسي، "يأخذوا بنط"، لكن أخشى أن تكون الرئاسة تريد ذلك، وهنا ستكون الكارثة التي ستقود مصر والقيادة السياسية، إلى الوقوع في مأزق كبير، فمصر في حاجة إلى تعميق الاستقرار، وليس إشاعة التوتر، وتحتاج إلى تأكيد احترام الدستور لا التشكيك فيه.
وتعليقا على ما قاله رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال بأن الدستور وضٌع بنوايا حسنة كما أنه ليس قرآنا، قال أبو الغار: صحيح الدساتير ليست قرآنا، لكن يتم تعديلها لأسباب موضوعية، وما يُطلب حاليًا أشبه بتعديل فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، لخدمة جمال مبارك وقتها، وفي الوقت الحالي يُطلب من أجل السيسي، لا يوجد شيء في الدنيا بهذا الشكل، لابد أن يكون تعديل الدستور مرتبط بوقت معين لخدمة الوطن أولًا، وتجرى مناقشة مجتمعية واسعة جدا عليه، لكن كيف لدستور تمت الموافقة عليه بنسبة 98% يتم إجراء تعديل عليه خلال فترة قصيرة جدا، هؤلاء يريدون التقرب من النظام، وخدمة مصالحهم الشخصية.
وأشار إلى أن دور الأحزاب السياسية في مصر ضعيف جدا، والدولة المصرية لا تريد أحزابا، ففي عهد عبد الناصر والسادات كان هناك حزب واحد، بالإضافة إلى عدة منابر، وجاء مبارك بحزب واحد أيضا، وبعض الديكورات، ثم الإخوان، الذين رفضوا أي حزب غير حزبهم والباقي يموت، أما الرئيس الحالي لا يريد أي أحزاب، ولا يعطيها فرصا حتى لو مقابلة، ويغلق مقراتها، وأرى أن الأحزاب تنمو فقط في جو ديمقراطي ولا يوجد لدينا ذلك.
وتوقع ألا يكون هناك منافس حقيقي للسيسي، ليس لأن مصر لا يوجد بها أحد يستحق المنصب أو يستطيع المنافسة، لكن لأن المنافس الحقيقي يكون موجودًا لو هناك فرص متاحة متساوية لجميع المنافسين، وهذا ليس موجودا، حتى أي منافس يظهر في الوقت الراهن ستجد من يهاجمه ويسبه من الآن، المفروض أن من يريد الترشح يحصل على عدد ساعات معينة، في وسائل الإعلام المختلفة وهذا لم ولن يحدث.
أرسل تعليقك