توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة

دمشق - وكالات

حملت العدسة وقائع الثورة السورية وهمومها، ووثقتها على شكل صور رقمية حملت اعترافات شهود وضعوا بصمتهم على حوادث وانعطافات خلال سني الثورة ومراحلها، فالمستجدّات والظروف الراهنة فرضت على الفنون ووسائل الإعلام صيغا جديدة للتعاطي معها، بالتقاط اللحظات الفارقة التي تنقل الصورة إلى الآخر. وتبرز الوقائع أن الثورة السورية حملت في طياتها ومراحلها ثورة سينما وثائقية وتسجيلية أيضا وذلك بدخول الإنترنت وكاميرا الهاتف المحمول على صعيد الصورة الموثقة، وقدمت مخرجين من قلب الحدث، خاضوا  تجارب فنية وسينمائية مهمة لتوثيق بعض أحداث من الثورة. يقول المخرج والسيناريست السوري محمد منصور إنه أنجز عن الثورة السورية حوالي ثلاثين فيلما وثائقيا بين عامي (2011-2013)، ويمثل الفيلم الوثائقي بالنسبة له أرقى أنواع العمل التلفزيوني أو البصري، وحالة بحث تاريخي عن الحقيقة، حتى لو كان هذا التاريخ هو مجرد لحظة. وحول مرجعيّة الأفلام التي أنجزها عن الثورة السورية يقول منصور: "مرجعياتها الأساسية مرتبطة بواقع الثورة الإعلامي واللوجستي. فلأول مرة يمنع نظام كل وسائل الإعلام من تغطية أحداث عاصفة تمرّ بها بلاده على هذا النحو". والحصار الإعلامي غير المسبوق -كما يقول منصور- خلق مرجعية أساسية هي استخدام فن الشارع، كاميرا رجل الشارع، وتصوير رجل الشارع، والتعبير عن إحساس رجل الشارع". ويقول منصور "صوّرت بعد عامين من الثورة فيلما بعنوان "الخوف من الثورة" في منطقة سلقين بريف إدلب. أردت أن أقول خلاله إنه حتى في هذه المنطقة التي تسكنها أغلبية سنّية وليس فيها تنوع طائفي، وهي في قلب منطقة محرّرة وتحت سيطرة الجيش الحرّ، هناك من لا يزال يخاف من الثورة، ولم يفهم معنى أن التغيير له ضريبة باهظة الثمن". وفي فيلم "مَن قتل الحسين" يروي منصور العلاقة بين قرية سنية "بنّش" وقرية شيعية "الفوعة"، ويناقش "كيف اتّخذت هذه العلاقة منحى حادّا بعد الثورة دون أن أجمّل الأشياء". أما المخرج والصحفي السوري عامر مطر، وصاحب عدة وثائقيات عن الثورة، فيؤكد أن العجز هو الكلمة الأنسب لوصف السينما في وقت الحرب، ولوصف الحياة أيضا، وكل الصور -بالنسبة له-تبقى مبتورة بفعل الخوف والقلق والموت الذي يعيشه مجتمع كامل. يقول مطر إن "كل ما صنعناه من أفلام لا يرتقي حتى ليوصف بالقزم، أمام غنى الواقع السوري الذي نحاول العمل في دائرته. لا زلنا في السطح الباهت، ولا توجد أفلام حقيقية عن الثورة أو عن سوريا مؤخرا، وكل ما تمّ صنعه مأسور في المقابلة الصحفية والتقرير الصحفيّ الطويل". ومع ضعف الإمكانيات الإنتاجية، ظهرت مؤسّسة "بدايات" لتدعم عددا من الأعمال وتنتجها. ويعلل القائمون على المؤسسة توجهها بضرورة إنتاج صورة تقارب حجم التضحيات وتصور الواقع وتوثق له وللتاريخ، وتدعم البحث عن لغة سينمائية لطرح الأسئلة الصعبة التي تبدأ بالفن ولا تنتهي بالسياسة. وتطمح "المؤسسة إلى أن تكون جزءا من تيار سينمائي سوري يعبّر عن التجارب الجديدة والمخاضات الفنية التي تشهدها الساحة الثقافية في ظل التغيرات الكبرى التي تعيشها المنطقة من خلال لغة سينمائية وثائقية، تُسائل الواقع بقدر ما توثقه، وتنحاز للفن في مواجهة البروباغندا، وللناس في مواجهة الحكام، وللثورة في مواجهة العطالة". ومع ازدياد نتاجات الأفلام الوثائقية قرر عدد من المشتغلين في هذا المجال إطلاق "مهرجان سوريا الحرة السينمائيّ". ويقول حسين مرعي -وهو أحد المشرفين على المهرجان- إن "منع وسائل الإعلام العالمية من دخول سوريا حتّم على الشباب السوري الثائر إيجاد بديل غير رسمي ينقل صوته وصورته إلى خارج الحدود. وأنتج الشباب السوري خلال سنتين ونصف من عمر الثورة العشرات، بل المئات من هذه المواد التي تصلح بمجملها كوثائق على لحظة فارقة في حياة سوريا، تؤسّس فيما بعد لمشروع فنّيّ ثقافيّ مغاير، فيما لو جُمعت هذه الموادّ وحُفظت على اعتبار أنها نتاج فنّي ثقافي إنساني يوثّق حقبة ثورة كرامة عُمدت بالدم. من خلال استعراض بعض التجارب، سواء الإخراجية أو الإنتاجية، يدرك المتابع أن الأفلام الوثائقيّة السورية تظل أمام امتحانين عسيرين، امتحان الواقع والفن معا، وإلى أي درجة يمكن أن تخلص لهما وتمنح متلقّيها المتعة في واقع ينضح بالأسى والإيلام، والإجابة عن ذلك في طور التهيئة والتبلور لأن الامتحان مستمر ومتجدد ولم ينته بعد.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة



GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon