توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيما حذّرت "منظمة الأغذية" من تفاقم الأزمة في الشرق الأوسط

"معهد البحوث للبيئة المستدامة" يدعم إستراتيجيّات مواجهة نُدرة المياه

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - معهد البحوث للبيئة المستدامة يدعم إستراتيجيّات مواجهة نُدرة المياه

مواجهة نُدرة المياه في الشرق الأوسط
القاهرة - محمد الدوي

أجرى "معهد البحوث للبيئة المستدامة" في الجامعة الأميركيّة في القاهرة، تحليلاً لرد فعل المزارعين تجاه مشكلة نُدرة المياه في الشرق الأوسط، وذلك بالتعاون مع "المركز العالميّ لكولومبيا" في الشرق الأوسط والجامعة الأميركيّة في بيروت.وأصدرت "منظمة الأغذية والزراعة" التابعة للأمم المتحدة، تقريرًا جاء فيه، أن نُدرة المياه أصبحت من أكثر قضايا الأمن الغذائيّ إلحاحًا في بلاد الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، حيث تواجه مصر تحديدًا مشكلة كبيرة، فعدد السكان يتزايد باستمرار، ويعتمد السكان بصورة أساسيّة على مصدر ثابت ومحدد للمياه العذبة وهو نهر النيل، لذا فإن أثر ندرة المياه على الإنتاج الزراعيّ، وعلى توافر الغذاء يشكل قضية ملحّة يجب معالجتها.
وأكّدت مساعدة الأبحاث في "معهد البحوث للبيئة المستدامة" هاجر الديدي،أن " معظم إنتاج مصر الزراعيّ رعلى سواعد المزارعين المحليين، وهذا هو السبب الرئيس الذي يدعونا لدراسة المشكلة من جذورها، والنظر بدقة إلى الإستراتيجيات التي يُطبّقها المزارعين المحليين للتعامل مع مشكلة ندرة المياه، وصولاً إلى حلول واقعية، ويجب إشراك مستخدمي المياه في عملية وضع جدول زمنيّ لاستخدام المياه يلائم احتياجاتهم الفعليّة."
وقام "معهد البحوث للبيئة المستدامة"، بالتركيز على ثلاثة مناطق تحديدًا في مصر، حيث يقول مدير المعهد ريتشارد توتوايلر، " قمنا بدراسة الوضع القائم في ثلاث قرى مصريّة في نطاقات بيئية مختلفة، أولها قرية حضريّة في الدلتا (شبرا قبالة)، وأخرى تقع في الأراضي المستصلحة في غرب الدلتا (إمام مالك)، وآخرها تقع في مجتمع الواحات في الصحراء الغربيّة (أبو منقار)، لنكون بذلك قد غطينا بيئات متنوعة وذلك في ما يتعلق بمصادر المياه المتاحة، وذلك لأن مجتمع الصحراء يعتمد بشكل أساسيّ على المياه الجوفيّة، بينما تعتمد القرى الأخرى المذكورة على مياه نهر النيل بشكل أساسيّ."
وقد أجرى "معهد البحوث للبيئة المستدامة"، عددًا من المقابلات مع مجموعات كبيرة من سكان تلك المناطق، للوقوف على الإستراتيجيات التي يطبقونها لمواجهة مشكلة ندرة المياه في المجتمعات الزراعيّة، فلجأ كثير من المزارعين إلى تقنية حفر الآبار لمواجهة النقص في مصادر المياه العذبة، ومع ذلك يرى المعهد أن أحد أكثر الحلول إيجابية هو اللجوء إلى زراعة محاصيل متنوّعة تتطلب القليل من الماء.
وأوضحت الديدي، "لجأ بعض المزارعين في أبو منقار إلى زراعة محاصيل تتطلب القليل من الماء، وذلك لمواجهة النقص الحاد في مصادر المياه العذبة، كما لجأ المزارعون في أبو منقار وإمام مالك إلى تركيب نظم ري بالتنقيط، تسمح بخروج المياه على هيئة نقاط بصورة بطيئة لزراعة الجذور من خلال شبكة من الأنابيب، بالإضافة إلى تركيب نظم ري بالرشاشات، وتطبيق تلك النظم في الري يختلف بالتأكيد عن النظم التقليدية المتبعة في تلك المناطق، ألا وهي الاعتماد بصورة أساسية على الري بالغمر.
وأفاد توتوايلر، "اعتمدت تلك القرى دومًا على الري بالغمر، وبتلك الطريقة كانت المياه معرضة لحرارة الشمس، مما كان يؤدي إلى تبخرها، أما في حالة اللجوء إلى استخدام نظام الري بالتنقيط، يقل الفاقد في المياه بشكل كبير نظرًا لعدم تعرض المياه للتبخر."
ويمثّل تغيير مواعيد الزراعة، ثالث الحلول المستدامة الناجحة التي لجأ إليها المزارعون للتعامل مع مشكلة ندرة المياه، حيث كتشف المعهد أن المزارعين كانوا يعانون أيضًا من مشكلة توزيع المياه على نحو غير كافٍ. وأكّدت منسق ومدير المشروعات في المعهد تينا جاسكولسكي، "وجدنا عند مقابلتنا للمزارعين أن أحد أكبر المشاكل التي تواجههم يتمثل في أن أزمة المياه ليست نقصًا في المياه بصورة خالصة، بل هي أيضًا توزيع للمياه على نحو غير كافٍ، فالمزارعين الذين تقع أراضيهم في نهاية القناة يحصلون على القليل من ماء الري، وذلك بالمقارنة مع المزارعين الذين تقع أراضيهم في بداية القناة، وبتلك الطريقة لا يستطيع المزارعون الاعتماد بتاتًا على مواعيد الري وتوزيع المياه التي وضعتها الحكومة، وذلك يمثل تحديدًا السبب الرئيس وراء إسراع المزارعين إلى الري بكميات مياه كثيرة عند وصولها إليهم، تعويضًا عن نقص المياه في أيام وأسابيع أخرى، وتلك العملية تفتقر إلى العدل والكفاية، فضلاً عن أن الري بصورة مبالغ فيها من شأنه إتلاف التربة والمحاصيل."
ويأمل "معهد البحوث للبيئة المستدامة"، بأن يستمر في التعامل مع المزارعين المحليين، لتيسير عملية التقييم الفعليّ لاحتياجاتهم من المياه العذبة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معهد البحوث للبيئة المستدامة يدعم إستراتيجيّات مواجهة نُدرة المياه معهد البحوث للبيئة المستدامة يدعم إستراتيجيّات مواجهة نُدرة المياه



GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon