القاهرة – أحمد عبدالله
باتت مجموعة من الدول على مقربة من مواجهة أخطار داهمة مرتبطة بنفاد المياه، وتنتظر شعوب عواصم عدّة أخطار تهدّد الأمن المائي، ومن أبرزها القاهرة ولندن. ومن بين المدن العالمية، لا تبرز لندن كأول مدينة ستعاني من الخصاص المائي، إذ إن الواقع يختلف اختلافا كثيرا عن هذه الصورة؛ فالتساقطات المطرية تصل سنويا إلى نحو 600 ملم (أقل من متوسط تساقطات باريس ونصف تساقطات نيويورك) بحيث إن المدينة تحصل على المياه التي تحتاجها من نهر تايمز ونهر لي.
وتشير سلطة لندن الكبرى إلى أن المدينة تكاد تصل إلى طاقتها الاستيعابية من المياه، ومن المرجح أن تعاني مشكلات في الإمداد بحلول عام 2025 وتعاني نقصا حادا في المياه بحلول عام 2040، ويبدو أن حظر استخدام خراطيم المياه سيصبح أكثر شيوعا مستقبلا.
وفي مصر، جاهد نهر النيل للبقاء على قيد الحياة في بلد كان موطنا مهما لأقدم الحضارات التي شهدها العالم، ويمد النهرالبلاد بـ 97 في المائة من المياه التي تحتاج إليها لكنه يظل أيضا مصدرا لكميات متزايدة من النفايات الزراعية والسكنية غير المعالجة.
وتلفت أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أن مصر تحتل مرتبة متقدمة ضمن البلدان ذات الدخل المتوسط المنخفض فيما يخص عدد الوفيات المرتبطة بالتلوث المائي، وتقول الأمم المتحدة إن البلد سيعاني نقصا حادا في المياه بحلول عام 2025. فيما تواجه مدينة كايب تاون في جنوب أفريقيا، وهي أول مدينة رئيسية في العالم المعاصر، خطر نفاد مياه الشرب، بيد أن مأزق مدينة كايب تاون في جنوب أفريقيا التي تواجه القحط هي مجرد مثال واحد على المشكلة التي طالما حذر منها الخبراء والمتمثلة في ندرة المياه.
وبالرغم من أن المياه تغطي نحو 70في المائة من مساحة الأرض، وخصوصا مياه الشرب، فإنها ليست متاحة بالوفرة التي تخطر على البال إذ إن 3 في المائة من المياه المتاحة هي مياه عذبة صالحة للاستهلاك البشري. ويفقتر أكثر من مليار شخص إلى توفر المياه في حين يعاني 2.7 مليار شخص من ندرة المياه خلال شهر على الأقل من العام. وتشير تقديرات دراسة مسحية شملت 500 مدينة رئيسية في العالم نشرت في عام 2014 إلى أن كل مدينة من مجموع أربع مدن تواجه وضع "ضغط مائي".
وتشير توقعات برعاية الأمم المتحدة إلى أن الطلب العالمي على المياه العذبة سيتجاوز الإمدادت بنسبة 40 في المائة في عام 2030، بسبب تضافر عوامل من قبيل التغير المناخي، وتصرفات الإنسان، والنمو السكاني، ولا ينبغي أن يكون مفاجئا لنا أن مدينة كاب تاون لن تكون سوى غيض من فيض، إذ من المرجح أن تنفد المياه من 11 مدينة أخرى
أرسل تعليقك