المنيا ـ جمال علم الدين
لم تقم أم أشرف، التي تفضل استخدام هذا اللقب المرتبط بابنها، بأي استعدادات خاصة لشهر رمضان، قائلة "لا بجيب ولا بخزن، وماشية يوم بيوم على قدي وعلى قد فلوسي". وكانت قد احتفظت ، بنصف دجاجة كانت قد اشترتها من فترة في الثلاجة، حتى تستطيع أن تستقبل أول أيام رمضان، ولديها ما يمكن أن تطهوه لابنها. وهي عاملة باليومية في محطة القطار، في مركز مطاي في محافظة المنيا، وتسكن مع ولدها، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، في شقه بالإيجار.
ووفقا لبيانات خريطة الفقر التي أعلن عنها الصندوق الاجتماعي للتنمية في عام 2014، فإن نسبة الفقر في مصر تتركز بشكل أكبر في محافظات الصعيد. فمن أصل 10 محافظات هي الأفقر في مصر، تنتمي 9 منها للوجه القبلي، وفقا لبيانات الخريطة. وتحصل أم أشرف على 18 جنيهًا يوميًا من عملها، وإذا غابت يوم يخصموا يومين. ويحصل ابنها على معاش ضمان اجتماعي يقدر بنحو 320 جنيها، وتقول عنه "بحاول أكله بيهم وأجيبله علاج. ده أنا حتى مش ممشياه على العلاج بالضبط علشان الأدوية غليت". وتستعين أم أشرف بحصتها التموينية لتوفير بعض نفقاتها، وتقول "باخد كيلو رز وكيلو سكر وزيت، وباقي نقط العيش بجيب بيها سلع تانية".
وقبل رمضان بأيام قليلة، ذهبت أم أشرف لشراء كيلو أرز فوجدته بنحو 6 جنيهات، وأضافت "وقفت أفاصل مع البياع وأقوله بخمسة قالي لأ، وفي الآخر اشتريت علشان خاطر ألاقي حاجة ياكلها لابني". وفي رمضان لا تملك أم أشرف اختيارات كثيرة لتنويع إفطارها، وتقول "يوم مكرونة بالصلصة، ويوم صينية بطاطا، ويوم فول بالصلصة، وأهي بتتقضى، وطبعا كل ده من غير لحمة، أصلي مقدرش عليها ده الكيلو بحوالي130جنيه، عند الجزار ويا دوب كام حته".
أرسل تعليقك