توقيت القاهرة المحلي 10:13:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اشتهر بأكلاته الصحية التي أطالت عمر سكانها وأبعدتهم عن أمراض اليوم

المطبخ الخليجي يشكل باقة متنوعة من التجاذبات مع حضارات مختلفة تحيط به

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المطبخ الخليجي يشكل باقة متنوعة من التجاذبات مع حضارات مختلفة تحيط به

الثريد الخليجي
الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

"على شط الخليج رسيت مراكبنا"، والمراكب المشار إليها هي حصيلة قرون من توافد حضارات عدة على منطقة أغناها الله من فضله، قال تعالى "وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ".وحيث أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال اجتثات الطبخ وفلسفته وثقافته من محيطه الجغرافي والتاريخي والعقدي، فإن الحديث عن المطبخ الخليجي يحيلنا مباشرة إلى دائرة الاندماج والانفتاح والانصهار التي عاشتها شعوب الخليج في تعاملها  مع حضارات جارة وأخرى "جائرة"، فمنطقة الخليج ظلت على مر العصور ملتقى الحضارات والثقافات القديمة، وهو ما يكشف عدد الأبحاث والدراسات والكتب التي تناولت بالبحث والتدقيق غنى منطقة الخليج، ولو أن كل ما كتب لم يستوف حق المنطقة.   فمجتمعات الخليج هي في العمق صحراوية، مارس خلالها البحر سحر الانصهار بين مكونين جغرافيين بعيدين، لكن يلتقي بينهما برزخ الامتداد الطبيعي للمنطقة، شكل الخليج العربي إضافة إلى البحر الأحمر الممرات المائية الأساسية للتجارة ما بين الشرق والغرب ولكثير من الحركة التجارية والتبادلات فيما بين الحضارات الكبرى في الشرق كالهند والصين. وكانت حضارة بلاد الرافدين، قد قامت في أقصى الشمال الغربي من الخليج العربي تتويجا لهذا الموقع الاستراتيجي المتميز.   فمنطقة الخليج العربي هي ملتقى الحضارات والثقافات القديمة، بل إن القوافل التي كانت تتجه إلى الطرف الآخر من الوجهة التجارية ويتعلق الأمر بأفريقيا نقلت معها خصائص من مطابخ هذه القارة.     وهنا لا بد ونحن نتحدث عن المطبخ الخليجي أن نستحضر لمسات التوابل الأسيوية الهندية منها والإيرانية القادمة إما عبر قوافل التجار أو عبر المراكب والسفن، مما يضع المطبخ المعني على رأس قائمة المطابخ العالمية التي تحتفي بالتوابل وتنوعها، فهذه التوابل كان لها الفضل في تصنيف المطبخ الخليجي ضمن المطابخ ذات النكهة، وهو ما يعطي للأكلات الخليجية الشهيرة صك التمتع بالصحة، وهي فوق كل ذلك ذات دور علاجي، ولعل ذلك ما يفسر أن المواطن الخليجي قبل زحف مطاعم الأكلات السريعة "الفاست فود" المشبعة بالدهنيات والمواد الحافظة، كان يتمتع بصحة جيدة، ويعيش عمرا أطول والباعث الأساسي صفاء غذائه وغناه الطبيعي.    فالإنسان الخليجي ظل يتناول في طعامه أعشابا صحية أبعدت بطنه وجسده عموما عن كثير من الأمراض المنتشرة اليوم في عدد من الدول، يكفي التذكير هنا أن نباتات وأعشاب ك" القرنفل" و"الخردل" و"والزنجبيل" والزعفران" و"اليانسون" و"القرفة" و"الهيل" ظلت لصيقة بأهم وصفات هذا المطبخ.    لقد شكلت الأجواء الصحراوية رافدا آخر من روافد صحة المطبخ الخليجي، وتمتع مواطنه بالمناعة، فطريقة الطهي تعتبر بدورها دعامة أساسية لهذا المطبخ الذي ظل وفيا لقيم الصحة من الطبيعة، وتكفي الإشارة هنا إلى أن سكان الجبل مثلا من أهل عُمان كانوا ومازال كثير منهم يطبخون على مواقد حجرية، والبحرينيون يفضلون القدور الطينية، وسكان الصحراء في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية يفضلون الطهي تحت الرمل.    التنوع هو سمة المطبخ الخليجي، فهو تارة مدين للمطبخ الفارسي والهندي، وهو في أخرى متعلق بالبحر، وهو أيضا مطبخ صحراوي، يعتمد على شواء لحوم الجمل والضأن والأغنام، وقد يجمع في عدد من الأكلات بين خصائص كل مطبخ، فأكلة "الكبسة" و"المرقوق" و"المنتو" و"المجبوس" و"الطرشانة" و"المندي" و"المضروبة" و"الشيلاني" وغيرها تعد تعبيرا كاملا عن هذا التلاقح في المطبخ الخليجي.    وإذا كان المطبخ الخليجي يميل إلى "الملوحة" في معظم وجباته، فإن الأكلات الحلوة تحظى بدورها بالصدارة، فالمواطن الخليجي كان يعتمد بالأساس على حلاوة التمور التي تزخر بها أرضه، وظل متشبثا بهذا الطعم في ابتكار حلويات وعصائر لذيذة، وذات شهرة دولية.    وما ينبغي التأكيد عليه هو أن المطبخ الخليجي شكل باقة متنوعة من تجاذبات مع حضارات محيطة به، فأكلات هذا المطبخ بسيطة في تشكيلاتها وطرق تحضيرها وهو ما يكشف عن بساطة الإنسان الخليجي عموما وانفتاحه وحبه للآخر، مطبخ انطلق بحريا صحراويا قبل أن يفتح ذراعيه لحضارات أخرى أغنته ولم تفقده أصالته، وجعلته صحيا بالدرجة الأولى.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المطبخ الخليجي يشكل باقة متنوعة من التجاذبات مع حضارات مختلفة تحيط به المطبخ الخليجي يشكل باقة متنوعة من التجاذبات مع حضارات مختلفة تحيط به



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon