توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غياب الضوضاء يمكن أن يقطع كل افتراضاتنا ويرمينا إلى الشك

الصمت غير متوقع يجعلنا غير مستقرين ويدفعنا إلى الشعور بالقلق

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الصمت غير متوقع يجعلنا غير مستقرين ويدفعنا إلى الشعور بالقلق

الصمت غير متوقع يدفعنا إلى الشعور بالقلق
لندن - سليم كرم

جميعنا يعلم ماذا يعني الصمت. ومع ذلك كم منا قد مر بلحظات الصمت؟ حيث الصمت النقي الذي يُعد شيئًا مثاليًّا، إننا نميل إلى استخدام مصطلح يعني شيئا أقل قليلًا بالضبط. يمكننا أن نقول "صمت العمل" وهو حالة علائقية؛ إذ نعتبر محيطنا صامتًا إذا كان أكثر هدوءً مما أعتدنا عليه.

 ومعظم الناس لا يتوقون للصمت الفعلي، وهذا ما يُعرف بالغياب الكامل للصوت، بل يريدون شيئا أكثر تعقيدًا ووضوحًا. نريد شيء يعبر عن الجوهر. وإذا كنا نفسر صمت مثل هذا، فإنه يمكن العثور عليها في أماكن مثل جوف الليل، وهدوء مكان العبادة، أو سط حقل الذرة أو في نهاية خطاب قبل التصفيق.

 والصمت يجسد مكانا أكثر ثراء في خيالنا من مجرد غياب الصوت. وهو يشير إلى شيئًا رزين وخاص، أو يشير للتبجيل، أو حتى القدسية؛ إنَّه يُعبر عن مكان خاص من السكون والهدوء والسلام. هذا إذا كنا نتوقع ذلك. إذا لم نكن، فقد يكون الصمت المفاجئ العكس، إنَّه غريب وغير مريح. هذه الصمت العشوائي يمكن أن يزحف إلى عالمنا اليومي، ويتخذ صدى أعمق، والطريقة التي نرتبط بها في كثير من الأحيان تخبرنا شيئا عن أنفسنا.

 العديد منا يستمعون إلى الراديو "ليأنسهم" عندما يكونوا وحيدين، ولتخفيف الملل من القيادة أو إضافة بعض الترفيه والتسلية أثناء البستنة أو القيام بالأعمال المنزلية. وعندما يصمت الراديو بشكل غير متوقع، فإن عدم وجود ضوضاء يمكن أن يكون أمر مزعج، وفي بعض الحالات مشؤومة. وتعرف هذه اللقطات غير المخطط لها باسم "البث الصامت"، وهي تسبب قلقا كبيرا بين منتجي الراديو والمستمعين. فعندما انخفض صوت راديو 4 بشكل غير متوقع خلال بث مسائي لبرنامج " Midweek" في عام 2012، تساءل مستخدم لموقع تويتر ما إذا كانت الحرب النووية قد اندلعت.

 يمكن أن يكون الصمت غير المخطط لها في العروض الحية أكثر إزعاجًا. في حفلٍ أقيم مؤخرًا جلس الجمهور في مقاعده في انتظار بدء الموسيقى-مرت الثواني. وأصبح الصمت واضحًا. هل كانت هناك مشكلة؟ وسُمع صوت صرير بينما كان يجلس مجموعة من الجمهور في كرسيهم. ماذا كان الأوركسترا ينتظر؟ هذا الصمت لفترات طويلة كان له تأثير على زيادة التوتر، حتى أن آذان الجميع كانت جاهدة لهذا الوتر الأول. ربما كان هذا بقصدٍ من الأوركسترا، أو انه قد يكون مجرد استماع لصمت الكمال لبدء القطعة الموسيقية.

غير أن الصمت غير المنظم يمكن أن يجعلنا غير مستقرين على الإطلاق. هذا هو الحال خاصة عندما ينتهي ممثل من أدائه على خشبة المسرح. يقول الممثلون بأن الخوف من نسيان حركاتهم هو موضوع العديد من أحلامهم. قد يكون هذا بسبب أنه ينقر على بعض من أعمق مخاوفنا. ويمكن أن يشير صمت الإذاعة إلى أن العالم كما نعرفه يتفكك. وبدرجة أقل، عندما نشاهد مسرحية، فإننا نوافق على تعليق إيماننا، لذلك إذا كان الممثل ينسى حركاته، فإننا مضطرون إلى "الطفو" بسرعة من العالم الذي غمرنا فيه.

 هذه الأنواع من التجارب تبين لنا كيف أنَّ الصمت القوي يمكن أن يكون عندما نكون غير قادرين على السيطرة عليه. وعندما نواجهها يمكننا أن نلاحظ ردنا الخاص وأن نتعلم من ذلك. في لحظة وجيزة، فإن غياب الضوضاء المتوقعة يمكن أن يقطع كل افتراضاتنا حول طريقة عمل عالمنا ويرمي كل شيء إلى شك. ولعل هذا يرجع إلى أننا في الجزء الخلفي من عقولنا نعلم أن الصمت له نوع من الارتباط مع الجوانب الأكبر للحياة. الصمت يبشر بالتعالي، والأنا، وفي النهاية الموت. ويُعد تعلم قبول تلك الأفكار ليس مهمة صغيرة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصمت غير متوقع يجعلنا غير مستقرين ويدفعنا إلى الشعور بالقلق الصمت غير متوقع يجعلنا غير مستقرين ويدفعنا إلى الشعور بالقلق



GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon