توقيت القاهرة المحلي 12:18:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عُرض في رام الله و اعتبره النُقاد وثيّقة سينمائيّة بالغّة الأهميّة

"الأخويّن لاما" فيّلمٌ فلسطيّني يخوضُ رحلّة البحث عن روادِ السينمّا العربيّة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الأخويّن لاما فيّلمٌ فلسطيّني يخوضُ رحلّة البحث عن روادِ السينمّا العربيّة

الفيلم الفلسطيني «الأخوين لاما» للمخرج رائد دزدار
رام الله - مصر اليوم

يُعتبر الفيلم  الفلسطيني «الأخوين لاما» للمخرج رائد دزدار، والذي أنتجه تلفزيون فلسطين، وثيقة سينمائية ذات أهمية بالغة، فعلى مدار ساعة، استطاع دزدار، و المعروف بدأبُه معداً وباحثاً وكاتبَ نص، علاوة على «عينه السينمائية» المتميزة- النبش في التاريخ والبحث في الوثائق سنوات، ليخرج بفيلم مبهر عن "الأخوين لاما" حمل اسمهما وعُرض قبل أيام في صالة وسينماتك القصبة، وسط مدينة رام الله.
وحسبما يقول لنا الفيلم، بدأت حكاية الأخوين إبراهيم وبدر لاما مع السينما المصرية في العام 1924، حينما قدِما إلى الإسكندرية من تشيلي، وأصل اسم عائلتهما «الأعمى» من مدينة بيت لحم، حيث انضمّا إلى جماعة أنصار الصور المتحركة، والتي تحولت بعد ذلك إلى شركة سينمائية عرفت باسم «مينا فيلم»، وضمت عدداً من هواة الفن السينمائي في الإسكندرية.
ويشتمل الفيلم على لقاءات مع نقاد ومخرجين ومؤرخين وساسة من فلسطين ومصر تحدثوا عن هجرة والد الرائدين السينمائيين، عبد الله إبراهيم الأعمى، بيت لحم العام 1890 إلى تشيلي عن طريق «البابور»، من يافا إلى مرسيليا ثم إلى الولايات المتحدة وما حولها (البلاد الجديدة)، قبل أن يحط الأب رحاله في مصر، بعد الحرب العالمية الأولى، لغرض العلاج، ومن ثم يعود منها إلى بيت لحم، ويتوفى فيها.
وأشار الفيلم، الذي تضمن معلومات بعضها يُعرف لأول مرة حتى للمهتمين بتاريخ السينما الفلسطينية، إلى أن إبراهيم لاما ولد في تشيلي العام 1904 وعمل مصوراً فوتوغرافياً، في حين ولد شقيقه بدر بعده بثلاثة أعوام، وعمل مساعدَ مخرج في فيلمين قصيرين، قبل أن يقررا العودة إلى فلسطين العام 1924، حيث توقفا في الإسكندرية مع معداتهما، ومنها أبحرا في عالم السينما، ليبدآ مشروعهما السينمائي من هناك عوضاً من بيت لحم، التي كانا يخططان لأن تكون انطلاقتهما السينمائية، حيث بدآ باستوديو تصوير قبل التوسع باتجاه شركة للإنتاج السينمائي.
وفي العام 1927، أخرج إبراهيم لاما أول أفلامه «قبلة في الصحراء»، وهو فيلم صامت، ويعد أول فيلم روائي عربي، وقام ببطولته بدر لاما، بدرية رأفت، أنور وجدي ومحمود المليجي، وكلف إنتاجه آنذاك خمسة آلاف جنيه مصري، وتعرض حينها لانتقادات كبيرة مجتمعياً، حيث ظهر متأثراً بأفلام «معبود المراهقات والمراهقين» في ذلك الحين النجم الأميركي رودولف فالنتينو.
وأنتج الأخوان لاما لنحوم كبار، بينهم تحية كاريوكا، وحسن صالح، وفاطمة رشدي، التي اشتهرت بفيلم «فاجعة تحت الهرم»، ويسجل لهما فيلم «الهارب»، الذي يتحدث عن «الفرارات» من الجيش العثماني الذي كان يلقي القبض على الفارين الفلسطينيين من التجنيد الإلزامي، وتم تصويره في بيت لحم ومناطق فلسطينية أخرى، وهو من بطولة فاطمة رشدي وعبد السلام النابلسي وعدد من الهواة الفلسطينيين.
وجمع الفيلم شهادات ليس فقط بشأن الأخوين لاما، اللذين قدما فيلما عن صلاح الدين، وله ما له وعليه ما عليه، بل بشأن بدايات السينما الفلسطينية وزيارات الفنانين والنجوم المصريين لافتتاح أفلامهم في يافا وغيرها من المدن الفلسطينية، وبينهم أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ويوسف وهبي وغيرهم، فيما لم يغفل الحديث عن الحياة الشخصية لهما ولسمير لاما، الشهير باسم سمير عبد الله ابن الأخ الأكبر، وكيف انتهت أسطورة عائلة لاما السينمائية نهاية مأسوية، وما تبقى من أفلام لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة لهما.. «صحيح أنهم لم ينفذوا أفلاماً مباشرة عن فلسطين، لكنهم كانوا يقاومون ضد الطغاة في أفلامهم»، كما أنهما بقيا علامة فارقة في تاريخ السينما العربية، حتى باتا من»رواد السينما العربية» الكبار.
إلا أن أسطورة الأخوين لاما انتهت بوفاة بدر أولاً خلال تجسيده المشاهد الأخيرة في أحد الأفلام، ثم انتحار إبراهيم بعد أن قتل زوجته لرفضها العودة إليه، في حين قدم سمير بعض الأفلام عقب انهيار شركة والده وعمه في مصر ومن ثم في لبنان، قبل أن ينتقل لتنظيم رحلات مغامرات في أفريقيا من مقر إقامته في أوروبا.
ومن جانبه قال المخرج رائد دزدار: «أحاول في أفلامي توثيق الثقافة والفنون كما عرفتهما فلسطين ما قبل النكبة، خاصة أن الكثير من رواد الفنون والثقافة بأشكالها هم فلسطينيون ساهموا في إثراء الثقافة العربية، وكثير من هؤلاء الرواد لم يأخذوا حقهم، ومن بينهم الأخوان لاما، الذين لا يعرف كثير من الناس شيئاً عنهما.. فحاولت والجهة المنتجة (تلفزيون فلسطين) إعطاءهما حقهما، وأتمنى أن أكون وُفقت في ذلك»، مشيداً بتعاون الجهات المصرية التي طرق بابها، إضافة إلى من تبقى من عائلة الأعمى.
وأضاف: « من المؤكد أن الخروج بأفلام فلسطينية عن فلسطين ما قبل النكبة هو سباق مع الزمن، وهذا ما حصل في فيلمي السابق «هنا القدس»، وهو من إنتاج تلفزيون فلسطين أيضاً، حيث إنه حين عرض، كان العدد القليل ممن ظهروا في الفيلم لا يزالون على قيد الحياة.. أعتقد أن تحقيق هكذا أفلام واجب وطني لتوثيق تاريخنا المنسي أو المفقود، حيث استثمرت حكاية الأخوين لاما للتوثيق للمحاولات السينمائية الأولى في فلسطين».

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأخويّن لاما فيّلمٌ فلسطيّني يخوضُ رحلّة البحث عن روادِ السينمّا العربيّة الأخويّن لاما فيّلمٌ فلسطيّني يخوضُ رحلّة البحث عن روادِ السينمّا العربيّة



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon