القاهره - سهام أبو زينة
بعد مناقشات شاقة ومفاوضات وصفت بأنها الأصعب في تاريخ منظمة التجارة العالمية، أختتمت الأربعاء، فعاليات المؤتمر الوزاري الحادي عشر للمنظمة، والذي استضافته العاصمة الأرجنتينية بيوينس إيرس، خلال الفترة من 10- 13 ديسمبر/كانون أول الجاري بمشاركة 164 دولة عضو في المنظمة.
وأكد وزير التجارة والصناعة ورئيس الوفد المشارك في فعاليات المؤتمر المهندس طارق قابيل، أن المؤتمر عقد في ظروف بالغة التعقيد، حيث شهد حالة انقسام كبيرة حول رغبة بعض الدول المتقدمة إنهاء جولة الدوحة للتنمية، ولكن إصرار مصر وتمسكها هي والدول النامية بأهمية الجولة، وأبعادها التنموية حالت دون تحقيق ذلك، ونفس الحال بالنسبة للملفات التي تهم الدول النامية، وبصفة خاصة الدعم المحلي الذي تقدمه الدول المتقدمة للسلع الزراعية، كما لم يحدث توافق بين الدول الأعضاء حول الآلية الدائمة للتخزين الحكومي لأغراض الأمن الغذائي.
وأشار إلى انه فيما يتعلق بموضوعات التنمية، فقد تمسكت بعض الدول المتقدمة بعدم التفاوض على أحكام المعاملة الخاصة والتفضيلية للدول النامية، والأقل نمواً والتي تساعدتها في تنفيذ خطط تطوير وتعميق صناعتها المحلية.
وأوضح وزير التجارة والصناعة أن المؤتمر لم يُصدر إعلاناً وزارياً كما هو متبع فى المؤتمرات الوزارية، نظراً لعدم التوصل الى صيغ توافقية للموضوعات المطروحة على طاولة المفاوضات بالمنظمة، وإنما تم الاكتفاء باعلان إصدار عدد من القرارات شملت تشكيل مجموعة عمل للإعداد لإنضمام دولة جنوب السودان، إلى منظمة التجارة العالمية، واصدار قرار وزارى بشأن برنامج عمل التجارة الإلكترونية والذى يتضمن استمرار العمل بالبرنامج الحالى والمعمول به منذ عام 1998 علاوة على عدم فرض رسوم جمركية على التجارة الألكترونية لمدة عامين فضلا عن اصدار قرار وزاري بشأن دعم مصايد الأسماك والذى تضمن استمرار المفاوضات حول الغاء بعض انواع الدعم بالنسبة للأسماك وذلك حتى عقد المؤتمر الوزاري القادم للمنظمة في عام 2019 .
ونوه قابيل إلى أن مصر قد أكدت خلال كافة فعاليات المؤتمر التزامها بالنظام التجارى متعدد الأطراف وحرصها على تقويته وزيادة مصداقيته بما يخدم مصالح كافة الدول الأعضاء بمنظمة التجارة العالمي.
ومن جانبه أوضح مندوب مصر الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف السفير علاء يوسف أنه تم خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الاعلان عن استمرار المنظمة في مناقشة كافة الموضوعات المتعلقة بالمفاوضات الخاصة بموضوعات التنمية وملف الزراعة وبصفة خاصة الدعم المحلي وتنافسية الصادرات والنفاذ إلى الأسواق بالإضافة إلى التجارة في الخدمات وموضوعات الملكية الفكرية وتحرير تجارة السلع الصناعية وموضوعات التجارة والبيئة .
وأشار الى ان المؤتمر شهد محاولات من بعض الدول المتقدمة لإضعاف دور المنظمة فى ادارة النظام التجارى العالمي وهو الأمر الذي واجهته الدول النامية من خلال تقديم مرونة كبيرة خلال المفاوضات، حرصا منها على استمرار دور المنظمة باعتبارها الضمانة الأساسية لاستدامة النظام التجاري متعدد الأطراف .
أرسل تعليقك