توقيت القاهرة المحلي 09:36:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تمثل نموذجًا رائعًا للسيدات اللاتي يقهرن الصعاب والتحديات وعادات المجتمع

روائية وشاعرة تتمكن من تأسيس أول فرقة مسرحية لذوي الاحتياجات الخاصة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - روائية وشاعرة تتمكن من تأسيس أول فرقة مسرحية لذوي الاحتياجات الخاصة

الروائية والشاعرة أميرة عبدالهادي
الأقصر ـ سامح عبدالفتاح

تمثل الروائية والشاعرة أميرة عبدالهادي، نموذجًا رائعًا للسيدات اللاتي يقهرن الصعاب والتحديات وعادات وتقاليد المجتمع للوصول بكل إصرار وتحدي إلى هدفهن دون استسلام أو يأس، حيث تمكنت من أن تكون أول مديرة لفرقة مسرحية للصم والمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة في الصعيد.

وأميرة عبد الهادي موسى هي كاتبة وروائية وشاعرة تعيش في مدينة الأقصر منذ أكثر من 28 عاما، كونت أول فرقة مسرحية على مستوى الصعيد للصم والبكم وفاقدي البصر وذوي الاحتياجات الخاصة وقامت بتسمية الفرقة باسم "جبل الصمت".

والفرقة حققت نجاحًا كبيرًا داخل الأقصر وخارجها حيث حصلت الفرقة على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في مسابقات وزارة الشباب والرياضة على عرض "قلب صافي" والذي يدور حول هروب فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من الناس حتى أصبحوا مثل تماثيل الشمع، كما حصل اثنان من أعضاء الفرقة على جائزة أحسن ممثل، كما كرمتهم وزارة التضامن الاجتماعي والشباب والرياضة ومحافظ الأقصر وبيت الشعر، وبعد ذلك النجاح قامت الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة باعتماد الفرقة، واعتماد الكاتبة والأديبة مديره الفرقة.

وقدمت "أميرة" أول عرض مسرحي للمكفوفين بعنوان "عيون الفجر" ثم العرض المسرحي "جبل الصمت" للصم للمخرج محمد الشولي، ثم قامت بتأليف مسرحية "قلب صافي" للإعاقة الحركية إخراج ناصر سنبل، كما قامت بتأليف "اسكتش" كلنا واحد دمج بين الصم والمكفوفين وورشة مسرح أحلام متداخلة بين الصم والمكفوفين والحركي، و"اسكتش" مسرحي "هو في كدا" للصم و"قلب واحد" اسكتش مسرحي للصم، وعروض فنية تحمل أسماء الليلة المحمدية، وتحيا مصر، والشهيد.

وعن فكرة تكوين فرقة مسرحية من الصم والمكفوفين تقول الكاتبة والأديبة أميرة عبد الهادي، أن الفكرة جاءت بالمصادفة ولم يكن مخطط لها وكانت لم تحلم الدخول لعالم المسرح، مؤكدة أن علاقتها بالصم أيضا كانت مصادفة غريبة حيث تعلمت لغة التخاطب وقامت بعمل ورش عمل لهم لتعليمهم لغة المخاطبة بالمشافهة، وأن التعامل معهم في البداية كان في غاية الصعوبة حتى تم أشعراهم بالأمان وأنهم أشخاص طبيعيون لا يقلون عن الأسوياء في شيء.

وأكدت عبد الهادي، أنها ترفض كلمة صم حيث أنهم يمرون بظروف خاصة لا يسمعون ولا يتكلمون، موضحة أن فكرة تكوين فرقة مسرحية مثلت تحديا كبيرا لتخرج إلى النور، حيث واجهت صعوبة كبيرة في كسر حاجز الرهبة والخوف، خوفهم من التعامل مع الجمهور من جهة ورهبتهم من خشبة المسرح، حيث بدأت بتنظيم ورش لنطق الحروف للصم لكسر حاجز خوف التعامل فيما بينهم حتى صاروا أصدقاء.

وأوضحت عبدالهادي، أنه بالنسبة للمكفوفين تمثلت الصعوبة حسبما توقعت في شرح أبعاد المسرح وحفظ كل ممثل لمكان دخوله وطريقة حركته وخروجه، لكن المفاجأة الكبيرة كانت سهولة حفظهم وتحركهم بسلاسة ومرونة كبيرة، مؤكدة أن التعامل معهم كان عن طريق الحب الذي كان هو الطريق الوحيد للوصول لقلوبهم ومع الوقت قاموا بإخراج جميع ما لديهم وأصبحوا لا يهابوا المسرح ولا الناس. وأشارت "أميرة"، إلى أن أعضاء فرقتها من ذوي الاحتياجات الخاصة اتخذوا من الفن وسيلة للتعبير عن مشاكلهم، واستخدموا المسرح في نقل معاناتهم لمجتمع طالما تجاهل حقوقهم، الفن بالنسبة لهم حياة وعمل معا، مؤكدة أن شعورها كان لا يوصف عندما خرج أول عرض للنور وأعجب به الناس، واصفة التجربة بأنها كان صعبة جدا ولكن بالحب والإصرار تحدت نفسها والمجتمع حتى نجحت الفرقة.

ومن جانبه قال رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي الباحث سعد فاروق، أن هذه الفرقة هي الأولى من نوعها في جنوب الصعيد ونجاح تلك الفكرة يعطي قطاع الثقافة في الصعيد بارقة أمل لتكوين فرقة من المحترفين يكون أبطالها هؤلاء الفئة الذي يسميهم ذوي الهمم وليس ذوي الاحتياجات الخاصة، ليشاركوا في المهرجانات والمسابقات في كل أنحاء الجمهورية، مشيدا بدور الروائية والشاعرة أميرة عبدالهادي، التي تمكنت من مواجهة كافة الصعاب وتأسيس الفرقة لتكون نموذجا رائعا لروح التحدي التي تتحلى بها السيدات في مصر.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روائية وشاعرة تتمكن من تأسيس أول فرقة مسرحية لذوي الاحتياجات الخاصة روائية وشاعرة تتمكن من تأسيس أول فرقة مسرحية لذوي الاحتياجات الخاصة



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon