توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البعض يسأل عن تخت قديم وراقصة تحمل الشمعدان من أجل السخرية

شارع "محمد علي" يتحول من واجهة أهل الفن إلى مجمّع لأصحاب المطابع

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شارع محمد علي يتحول من واجهة أهل الفن إلى مجمّع لأصحاب المطابع

شارع "محمد علي"
القاهرة - مصر اليوم

شوارع واسعة تحوي بداخلها عشرات المحلات التجارية، وأصوات تحيطك من كل جانب، سواء أصوات من ينادي على سيارات النقل التي تنقل الأوراق اللازمة لعمليات الطباعة، أو من ينادي على عامل المقهى لطلب كوب شاي يكثر فيه الشاي عن السكر بمقدار الضعف حتى يمكنه مواصلة العمل الذي بدأه منذ يومين كاملين، فالعميل قارب على الوصول، وما زالت الكروت الشخصية التي طلبها ولوحات الإعلانات لم تجهز بعد، أروقة واسعة في مضمونها ضيقة للغاية في شكله، مرحبًا بكم أنتم في شارع "محمد علي" في القاهرة.

من لم يمر على الشارع منذ السنوات التسع الأخيرة، قد يتعجب من ذلك الوصف، معتقدًا إياه حالة خيالية لا تمس للواقع بصلة، فشارع محمد علي الذي عرفه الناس دومًا بأنه شارع العازفين، أو كما يطلق عليه بالعامية المصرية "الآلاتية" نسبة إلى الآلات الموسيقية، فكان الشارع مهبطًا لهم، فاحتياجك لعازفين لإحياء حفلة أو راقصة وفرقتها للاحتفال بزفاف أحد الأقارب كان وصولك إلى شارع محمد علي هو الخيار الأمثل، حيث تجد أسعار مختلفة وأذواق متنوعة ومستويات متباينة أيضًا، ولكل زبون طلبه الذي سيجده بين أزقة الشارع الكبير، ولكن هذا ما اندثر من نحو 9 سنوات، ولم يتبق من الفن في الشارع إلا رائحته، لنجد صانعي الآلات من ناحية، ومصممي اللوحات الإعلانية من ناحية أخرى.

يقول سالم عبد الجليل، 44 عاما، وهو أحد أصحاب المطابع بالشارع "أنا هنا منذ نحو 8 سنوات، ولديّ مطبعة أخرى في منطقة عين شمس (أحد أحياء محافظة القاهرة). وعندما بدأت أسمع عن تجمع عدد من أصحاب المطابع بالشارع، قررت فورًا الذهاب واجتزاء جزء من هذا التجمع الذي حتمًا سيحبه الزبون"، مضيفًا "ببساطة، عندما يعرف الزبون بوجود 40 مطبعة مثلًا في مكان واحد، سيأتي هنا لمعرفة الأسعار والخامات والأشكال، ويقرر فورًا مع من سيتعامل، وسيفضل ذلك عن الذهاب لمطبعة بعينها في مكان ما لا يقرب منها مطابع أخرى، خصوصًا مع تباعد المسافات وإرهاق المواصلات في مدينة القاهرة، ولذلك قررت شراء تلك المطبعة".

وعن حال تلك المطبعة التي تعتبر ممرًا صغيرًا بين عدد من المقاهي، يقول "الكثيرون وصفوني بـ(المجنون)، حين قررت أن أشتري محلًا صغيرًا جدًا، يقع في ممر بعيد عن الناظرين في الشارع الرئيسي، وهو ما لا يحقق الهدف الرئيسي من الوجود، ولكنني آثرت مجرد الوجود وسط هذا المعرض المجاني على أن أشتري محلًا كبيرًا جليًا واضحًا للعيان، فمجرد الوجود وسط كل تلك المطابع مكسب. أي نعم، استأجرت محلًا آخر لوضع آلات الطباعة، وتركت هذا المحل الصغير للاتفاقات والعينات فقط، ولكنني سعيد بهذا الأمر".

وعلى الجانب الآخر، نجد سيد مندور منصبًا على الخشب، ممسكًا بـ"الإزميل" الذي ينحت به خطوطه الإبداعية على الخشب لكي يخرج لنا في النهاية آلة العود، تلك الآلة الحساسة التي يعشقها محبو الطرب العربي الأصيل، ويتحدث صاحب الستين ربيعًا عن تحول الشارع في السنوات الأخيرة، ليقول "أنا هنا في الشارع منذ نحو 21 عاما، رأيت الشارع وهو عبارة عن مركز فني كبير، يتجمع فيه العازفون والمطربون في كل زقاق، معتبرين الشارع نفسه مقهى كبيرًا لهم، يمكنهم من خلاله تقديم كل أنواع الفن، كنوع من استعراض العضلات الفنية من ناحية، واستقطاب الزبائن الحائرة بين هذا وذاك من ناحية أخرى، ولكن كل هذا انتهى بفعل ما يسمونه أبناء هذا الجيل بـ(الفن)، ويعلم الله أن فارقًا كبيرًا بين الفن الذي أتحدث عنه وذاك الذي يتحدثون هم عنه".

ويتابع مندور "الكل في أفراحه ومناسباته الحلوة يلجأ إلى مكبرات الصوت، من خلال ما يسمونه DJ، الذي يهب علينا بمهرجانات الأغاني الشعبية. وبعد أن كنا نسمع أغنيات وردة وأم كلثوم ومواويل محمد طه في الأفراح، أصبحنا نسمع مهرجانات تتناول ألفاظًا ما عهد بها المصري من قبل. وهنا، يجب أن نسأل: لماذا يستمر العازف أو المطرب في شارع محمد علي؟"، ويستطرد قائلًا "هرب العازفون من الشارع بحثًا عن لقمة عيش أخرى، فلم يعد هذا البلد بلدهم، ولا هذا المجال ملكهم، كما كان في السابق، ومن تبقى منهم يحاول النجاة عن طريق حفلات السخرية منهم، فيأتي أحد الأشخاص يطلب تخت قديم وراقصة تحمل الشمعدان على رأسها لأنه يقيم حفلة، ويود أن يحيوا الحفلة، ولكنه في حقيقة يأتي بهم لكي يضحك الناس عليهم"، ويضيف "اتجه آخرون إلى السينما، ليعملوا في أدوار ثانوية صامتة كعازفين، إن تطلب مشهد من المشاهد، ولكنهم كانوا يعملون يومًا ويجلسون في بيوتهم شهورًا، ولذلك هجر الجميع الشارع بحثًا عن لقمة عيش، وبعد أن كان الشارع مهبطًا للعازفين، تحول إلى ماكينات الطباعة. وبعد أن كنا نسمع الألحان في كل مكان، لا نسمع الآن سوى أصوات ماكينات الطباعة المزعجة، أو صوت عامل المقهى وهو ينادي على فلان أو علان، محذرًا إياه من كسر كوب الشاي".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شارع محمد علي يتحول من واجهة أهل الفن إلى مجمّع لأصحاب المطابع شارع محمد علي يتحول من واجهة أهل الفن إلى مجمّع لأصحاب المطابع



GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon