دمشق-سانا
قالت الشاعرة ريما الخضر الحائزة وسام التميز بالشعر في المجلس الأعلى للصحافة العالمية إن الشعر هو حالة وجدانية قصيرة الأمد يعتمد على العاطفة والتواصل الوجداني بين الشاعر ومحيطه أما القصة فهي حالة وجدانية للكاتب طويلة الأمد تأتي بأنفاس أطول وتعطي لخيال الكاتب كثيرا من الاحتمالات ليطيل جملا ويقصر أخرى حسب مكنونات القصة وما تذهب اليه.
وأضافت الخضر في حوارها مع سانا أن الشعر هو نتاج لطقوس حزينة او عكس ذلك مختزنة في الوجدان وعندما يأتي يمثل الإنسان بكل تحولاته وما يكنه في داخله اضافة الى ما يمثله من طقوس وبيئات يعيشها الشاعر او ما يشعر به من خلال احتكاكه بالآخرين مستشهدة بقول أدونيس "الشعر هو نتاج الطقوس المأساوية التي تختزن في الوجدان الجمعي ويعبر عنها في الكيفية التي تبعث فيك الشجن" أما القصة فنجنح من خلالها بخيالنا إلى مدى أبعد من حدود الشعر.
وتجد الشاعرة الخضر الحائزة جائزة القلم الحر في مصر نفسها في الشعر أكثر اقترابا الى وجدانها من الاجناس الأدبية الاخرى لأن الشعر يعتمد على العاطفة ويمكن أن يصل إلى الأغراض بسرعة أكثر من غيره كما يؤدي الى ارتياح نفسي يمتزج بعاطفة الشاعر التي تدفعها الموهبة عبر ما يختزنه من ثقافات إلى تكوين القصيدة.
أما القصة حسب الخضر حتى تكتبها فتحتاج إلى أن تترك خليط الأفكار مع الأحداث ومكونات الخيال حيث تتخمر في ذاكرتها فتخطها أصابعها كلمات تتقلب بين الحزن والفرح مشكلة عباراتها على الورق ما يدل على أن المقدرة الأدبية التي يملكها كاتب الشعر هو ذاته قادر على كتابة القصة لأنه في النتيجة كلا الجنسين يعتمد على الاحساس والمشاعر ويأخذ مادته من الأشياء التي يراها أكثرة قدرة على مساعدته في التعبير على ما يجول في وجدانه وخاطره.
وبينت الخضر أن تجاربها في كتابة شعر التفعلية لم تكن كافية لديها في التعبير عما تريده من افكار ورؤى أما في رسمها للصور التي تستحضرها فهي تبحث عن الدهشة من خلال قصيدة النثر عبر الصورة والإيحاءات.
واعتبرت الخضر أن مدارس الشعر القديمة مازالت تحتفظ بوجودها وأن ابتعدت عنها أجيالنا بسبب اعتمادها على التقنيات والتكنولوجيا والإيضاءات السريعة التي لا ترهقهم في متابعة الفكرة إلى نهايتها إضافة إلى ما يحمله الشعر القديم في معانيه من متاهات ومتاعب واستفهامات لذلك أصبح الشعر الحديث يعبر باختزال واختصار عن إرادة وحياة البيئة التي نعيشها مستشهدة بقولها.. أيها الصراخ المشنوق ..على خاصرة الوطن ألا يكفيك .. دم الأبجدية ..وكربلاء القصائد لتهدأ .. ريما
وعن رأيها بالجوائز أوضحت الخضر أن الجائزة سلاح ذو حدين للكاتب فإما أن تعلو بأصابعه أكثر أو تهوي بها إلى الدرن الأسفل من الإحباط بمعنى آخر..قد تنصف الكاتب المبدع وقد تقهره.. لافتة إلى أن الجميع بحاجة إلى الإضاءة على أصابعنا من خلال الإعلام والمنابر الثقافية واللقاءات والأنشطة حتى نثبت من خلال ما نملكه من رصيد ثقافي وأدبي أننا قادرون على إثبات وجودنا وأن نكون في الساحة الأدبية كما تشاء موهبتنا وثقافتنا الأدبية.
وتمنت الخضر على الكتاب الإكثار من الكتابة ولاسيما في زمن هذه الحرب اللعينة على ياسميننا لتكون الكلمة سلاحاً آخر يقهر إرهابهم وتكون شاهدا على تاريخهم الأسود وليس أكثر من الأدب منصفا لشهدائنا وثكلانا وللذين ذاقوا القهر والويلات على يدي أولئك المجرمين.
يشار إلى أن الشاعرة ريما الخضر من مواليد محافظة حمص حاصلة على العديد من الجوائز الأدبية منها جائزة المركز الثاني لمسابقة صلاح هلال للقصة القصيرة على مستوى الوطن العربي لعام 2011 والمرتبة الأولى في مونديا لـ العرب للشعر في الأردن لها العديد من المؤلفات منها ديوان "امرأة لكل الاحتمالات" و"تضاريس أخرى للحب" كما لها مجموعة مقالات وقصائد في مجلات عربية ودورية شاركت في عدة مهرجانات محلية وعربيه.
أرسل تعليقك