توقيت القاهرة المحلي 00:05:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأمم والحضارات والشعوب تتأثر وتؤثر ببعضها فنيًا وأدبيًا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الأمم والحضارات والشعوب تتأثر وتؤثر ببعضها فنيًا وأدبيًا

الكويت - كونا

اتفق عدد من المثقفين العرب والآسيويين على ان الأمم والحضارات والشعوب تتأثر وتؤثر ببعضها البعض على المستويات الثقافية والفنية والأدبية. وتطرق هؤلاء في ابحاث عرضت في جلسات اليوم الثالث من ملتقى مجلة العربي ال13 الذي يقام تحت عنوان (الثقافة العربية على طريق الحرير) الى ان هذه الفنون تنتقل بين الشعوب اما بالاحتكاك المباشر كما في الرحلات التجارية سابقا أو بحكم قربها الجغرافي أو الديني أو التاريخي. ففي الجلسة الأولى التي ترأسها أستاذ القانون الدولي وزير الشؤون النيابية الأسبق في مصر الدكتور مفيد شهاب قال الأكاديمي الهندي الدكتور سيد جهانغير في بحث بعنوان (حضور اللغة العربية في الهند) ان علاقة الهند مع الجزيرة العربية منذ وجود الحياة البشرية على وجه الأرض كأول منطقة اتصلت بالجزيرة العربية وهذه السلسلة لم تنقطع منذ ذلك الوقت. وبين ان الحفريات في جزيرة (فيلكا) الكويتية كشفت مجموعة من الآثار التي تدل على الصلات المذكورة منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد حيث ان الجزيرة تمثل نقطة مرور للسفن القادمة من بلاد الرافدين باتجاه الهند وتجلت تلك الدلائل في أنواع الأختام والحلي والفخار وغير ذلك من البقايا الأثرية. وذكر أن العلاقات بين الشعبين لم تقف عند احتياج وسيط لغوي لتحقيق تبادل الآراء بينهما وانجاز أعمالهما في وقت كانت الهند المحطة الرئيسية في التجارة العالمية بل كان الانفتاح على بعضهما البعض "بحيث لانبالغ اذ قلنا أن كلا منهما كان مكملا للطرف الآخر". واضاف ان العرب عرفوا الهند في جاهليتهم من خلال الرحلات التجارية البحرية فقد اختلطوا بسكان المدن وأسواقها الواقعة على سواحل الهند والسند واستوطن بعضهم بها وتزوجوا من نساءها وتعلموا لغتهم كما أثرت لغة الضاد عموما باللغات الهندية نفسها فدخلت اللسان الهندي. من ناحيته قال الأكاديمي المصري الدكتور أحمد درويش في بحث بعنوان (سندباد ألف ليلة وليلة على طريق الحرير..تجربة أوروبية برؤية جديدة) ان الأدب والعلم في تاريخ البشرية هما المنوطان بمحاولات حثيثة للابقاء على الديمومة والبقاء الزماني للتجربة الانسانية من أجل الأجيال القادمة. واوضح ان من هذه الناحية تولدت الامكانية في محاولة العالم الملاح الايرلندي تيم في أواخر القرن ال20 في استعادة تجربة الملاح العربي (السندباد البحري) التي صاغها أديب عربي مجهول في أوائل القرن العاشر بالرغم من مضي ما يقارب 1000 سنة بين التجربتين واختلاف اللسانين المعبرين في البحث عن نقطة التماس بينهما. واضاف الدكتور درويش ان الأدب العربي الشعبي الجماعي استطاع ان يحتفظ بالحيوية لبعض خفقات الروح الانسانية ويجعلها قابلة لاعادة البعث والانتشار لدى كثير من الأجيال والطبقات واللغات. وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الشاعر التونسي المنصف المزغني أكد الشاعر والمترجم الايراني الدكتور موسى أحمد بيدج في بحث بعنوان (طريق الحرير بين الثقافتين العربية والفارسية) استحالة أن يعثر المرء على لغة لشعب ما لم تتأتر بلغة الشعوب المجاورة. وبين الدكتور بيدج ان نتيجة تجاور الأمم جاء موضوع اقتراض واستعارة المصطلحات والتعابير والمفردات كاحدى الموضوعات المهمة في علم (الألسن) مشيرا الى ان تجاور وتحاور اللغتين والثقافتين العربية والفارسية على مر التاريخ جعلت منهما جارتين تحتاجان الى بعضها البعض لتسيير أمورهما في الحياة اليومية والتاريخية. واضاف ان اللغة والأدب الفارسي ولأسباب كثيرة منها الدينية والاجتماعية والسياسية تأثرت باللغة العربية وأثرت فيها فجعلت التمازج بينهما بعمق يحكم على المهتم بمطالعة الأدب الايراني أن يكون على معرفة جيدة باللغة العربية. واوضح ان من أثر النصوص العرية التي أثرت في الفارسية هي نصوص القران الكريم فعلاوة على الجوانب الدينية والاعتقادية لهذا الكتاب فالجانب الأدبي بكل وجوهه من جهة البلاغة والفصاحة والايجاز والأمثال والحكم هو المثل الأعلى لمن يطلب نموذجا يقتدي به في نتاجاته. بدوره قال الشاعر والناقد المصري بشير عياد في بحثه بعنوان (التواصل الثقافي تجسدا في الشعر والموسيقى..أم كلثوم - رباعيات الخيام نموذجا) ان الفن قد جمع العرب بغيرهم من الشعراء والأدباء من الشعوب الأخرى. واوضح عياد ان الفنانة المصرية أم كلثوم غنت 15 رباعية من رباعيات الشاعر الفارسي الكبير عمر الخيام و28 بيتا منتقاة من قصيدتين لشاعر باكستان الأكبر محمد اقبال حيث اتسعت الخريطة الكلثومية لتخرج من اطارها العربي التاريخي والمعاصر لتكون الجسر الناعم الواصل بين كل الضمائر الخضراء التائقة لكل المعاني والأشواق الكبرى. وذكر ان في بدايات القرن ال20 بدأت المحاولات العربية على استحياء الى أن ترجم وديع البستاني عددا كبيرا من تلك الرباعيات ولكن في سباعيات وأصدرها في ديوان في العام 1912 فشجع الكثيرين على الالتفات الى (رباعيات الخيام) وتوالت الترجمات في مصر والشام والعراق والمغرب الى أن وصلت الآن الى سبعين ترجمة صعدت منها ترجمة أحمد رامي (صدرت طبعتها الأولى في العام 1924م) الى القمة. وفي الجلسة الثالثة التي ترأستها رئيسة تحرير مجلة (العربي) الدكتورة ليلى السبعان قال الكاتب والمترجم المصري كامل يوسف حسين في بحث بعنوان (تجربة ترجمة الأدب الياباني) ان الأدب الياباني كيان هائل من الابداع ونحن العرب لم نحقق الا مقاربة شديدة التواضع. واضاف ان هناك جهودا بذلها الكثيرون من الكتاب العرب في العقود القليلة الماضية للتعريف به ونقل جوانب من روائعه الى العربية. وبين انه على الرغم من محاولات الايجاز في طرح اي نقاط حول الأدب الياباني الا أن تفصيل القول في كل منها كفيل بأن ينتهي بنا الى مجلد ضاف يضم تحليلا لعدد من القضايا الخلافية بطبيعتها حوله والذي يشكل موضوعا تنطلق مادته بحكم طبيعته هادرة لتشكل طوفانا معرفيا لا ينتهي. وذكر ان اللقاءات بين العرب وبين أبناء الأرخبيل الياباني أو جزائر السيلي كما كان أسلافنا العظام يدعونها قديمة جدا يقود لطرح التساؤلات حول الرؤية العربية لتطور هذا الجزء من العالم وصولا الى صدر الثمانينيات من القرن الماضي. واضاف حسين ان هناك جهودا فردية لترجمة الأدب الياباني الى اللغة العربية حيث انه شخصيا قدم عشرين كتابا ويعمل حاليا على طباعة كتاب جديد كترجمة لواحد من أبرز الأعمال الكلاسيكية التي يعتز بها اليابانيون ويقع في ألف صفحة من القطع الموسوعي. من جهته قال الشاعر والمترجم الاماراتي الدكتور شهاب غانم في بحث بعنوان (ترجمة الأدب الهندي) ان معظم المثقفين العرب لا يعرفون من أدباء شبة القارة الهندية الا اسمين هما الشاعر محمد اقبال والشاعر الآخر هو رابندرانات طاغور. واضاف الدكتور غانم انه قام بترجمة العديد من قصائد الشعر من شبة القارة الهندية للعديد من الشعراء هناك وقد أطلع العديد من مثقفيهم على ما تم انجازه من ترجمة. وذكر ان هناك لغات عديدة في الهند مختلفة حيث اخذها هو عن الانجليزية وترجمها للعربية ونشرها المجمع الثقافي بأبوظبي في كتاب بعنوان (قصائد من الهند) يحوي 80 قصيدة لثلاثين شاعرا وشاعرة من 12 لغة هندية هي الأردو والهندية والبنغالية والمراثية والماليالم والتاميلة والبنجابية والسندية والكشميرية والأروسية والتلجو والأسابية بالاضافة الى الانجليزية والفارسية. ويقام ملتقى مجلة العربي الذي يرعاه سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء في الفترة ما بين 3 و 6 مارس الجاري.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمم والحضارات والشعوب تتأثر وتؤثر ببعضها فنيًا وأدبيًا الأمم والحضارات والشعوب تتأثر وتؤثر ببعضها فنيًا وأدبيًا



GMT 06:03 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«السياحة» تحتفل بالذكرى الـ121 لإنشاء المتحف المصري في التحرير

GMT 00:34 2023 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة الأوقاف المصرية تفتتح 17 مسجدًا فى عدد من المحافظات

GMT 07:13 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ترميم المومياوات باستخدام الذكاء الاصطناعي في مصر

GMT 07:12 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على 5 قبور جديدة تعود للعهد الروماني في غزة

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon