توقيت القاهرة المحلي 23:08:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القاص يوسف بخاري: لكل راو زاوية ينظر من خلالها لما يطرحه

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - القاص يوسف بخاري: لكل راو زاوية ينظر من خلالها لما يطرحه

دمشق - سانا

يرى القاص يوسف بخاري أن الرواية تشبه القصة بجميع عناصرها إلا أنها تتناول المجتمع بشكل أوسع في إظهار سلبياته وإيجابياته حيث أن لوحتها أقرب للشمولية من القصة وتتوفر فيها عدة خطوط تلتقي في النهاية على محور واحد. وقال بخاري في حوار مع وكالة سانا "إن لكل راو زاوية ينظر من خلالها في تحليلاته للموضوع الذي يطرحه مغايرة لراو آخر" موضحا "أن الجميع يصيب ويضيء قسما من الحقيقة التي لا يمكن الإحاطة والإحكام بها إلا للذي حول العدم إلى وجود" مبينا أنه يطمح إلى كتابة الرواية حين يستوفي شروطها ومعالمها. وأشار بخاري إلى أن الغاية من النزعة النفسية والفلسفية في وصفه لشخصيات قصصه والظروف المحيطة بها هو محاولته الكشف عن الدوافع الخفية والمكنونات التي تقف وراء ما يحدث في واقعنا المتردي باعتبار أن تركيب النفس البشرية واحد ومحاولة التوغل في طواياها يفضي إلى وعي الذات عن طريق فلسفة ما يجري حولنا بالمستطاع من دقة الملاحظة والتعبير باعتبار "الفلسفة هي تفسير للمعرفة المألوفة من خلال تفكيكها ثم بنائها بقوة العقل ما يؤدي إلى الفهم والإفهام". ولا يؤمن بخاري بمصطلح الرواية الحديثة أو القديمة لأنه على يقين من أن "الكلمات التي تحاكي الوجدان هي التي تبقى على جدران الزمن وتطفو فوق أمواج الأجيال المتعاقبة مكللة برداء الهيبة" مستشهدا على ذلك برواية نحن لا نزرع الشوك لكننا نحصده ليوسف السباعي التي طبعت منذ عقود. وعن الواقع الثقافي الراهن رأى بخاري أنه "واقع مليء بالتناقضات ولابد للمعنيين بالأمر من وضع استراتيجيات للنهوض بالحالة الثقافية نحو الارتقاء" معتبرا أن " زارة الثقافة هي من أهم الوزارات باعتبارها بالنسبة للإنسان بمثابة المقود الذي هو أخطر أجزاء المركبة" موضحا أنه لا يمكن للرواية أن تلعب دورا هاما في المجتمع دون توفر التربة الصالحة التي تحتضنها. وعما إذا كان الشعر ما زال منافسا هاما للرواية قال بخاري "إن العامل الاقتصادي ينعكس طردا على العامل الإبداعي فهبوط المستوى الفني للشعر لا يعني ارتفاع المستوى الفني للرواية أو الأقصوصة فكلاهما برأيه في تأخر عن المطلوب إضافة إلى وجود عوامل أخرى لا تقل أهمية عن العامل الاقتصادي من بينها الثورة التقنية التي تسيطر على معظم وقت الناس فأصبح الكتاب مغمورا عند السواد الأعظم من البشر وفي غياهب النسيان". وأشار إلى أن رصد الحركة الاجتماعية والتاريخية والوطنية بالنسبة للرواية مرتبط نوعا ما في الحركة الأدبية بالتابوهات وأن قضايا العصر شائكة ومتداخلة فيها بشكل عضوي ولا يكاد يخلو موضوع منها مبينا أنه لأجل ذلك يبدو المشهد الروائي منقوصا بفعل مقص الرقيب مستشهدا برواية أشواك السلام لتوفيق الحكيم في تسليطها الضوء على المعوقات التي تعترض طرق العيش الآمن ونشر السلام بين الناس لتصيب كبد الحقيقة من خلال معالجتها للقضية بشكل رمزي فيها تورية عن السياسات الدولية باعتبار الحكيم عالجها بالمتاح والممكن. ووضع بخاري شرطين لنجاح الرواية ومن دونهما لا تعيش أولهما تقديم المتعة للمتلقي الذي يعتمد بالدرجة الأولى على الأسلوب واللغة البسيطة والموسيقا التي تنبع من النفس يقودهما التشويق في الأحداث وأن يعبر الروائي عن أحاسيس وعواطف الشخصيات بعيدا عن الافتعال إضافة إلى الحوار الناجح الذي يندمج في صلب القصة ولا يدخل فيه الوعظ و الإسهاب الممل وكل ذلك يجب أن يضبط بإيقاع متنام مرتبط بالحبكة ارتباطا عضويا يضمن إقناع القارئ مستشهدا برواية "على هامش السيرة" لطه حسين. وثانيهما بحسب بخاري هو تحقيق الفائدة للمتلقي عن طريق محاكاة الواقع والعزف على أوتار الوجدان ولا يتم ذلك إلا عن طريق الإيحاء والابتعاد عن المباشرة في تقديم مغزى ونصح للقارئ إضافة إلى الإفاضة بدقة بنقل المعاناة والألم لتشكيل الرادع المؤثر على الظلم والجبروت داخل النفس البشرية. واعترف بخاري بوقوعه بقصته الأخيرة بعنوان "مزالق الهوى" في مأزق التحدي لبعض النخب المثقفة بما يتعلق بالسبك اللغوي وذلك بسبب إصداره الأول لمجموعة قصصية قصيرة بعنوان تاج الحب التي جاءت مصوغة بلغة بسيطة مألوفة حيث اتهم آنذاك بالبحث عن الشهرة من خلال التسلق على سور الأدب ببعض كلمات عامية تمكن من تحويلها إلى الفصحى عن طريق جزالة الألفاظ التي استخدمها باعتماده على مخزونه الثقافي الذي ادخره من قراءاته السابقة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القاص يوسف بخاري لكل راو زاوية ينظر من خلالها لما يطرحه القاص يوسف بخاري لكل راو زاوية ينظر من خلالها لما يطرحه



GMT 06:03 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«السياحة» تحتفل بالذكرى الـ121 لإنشاء المتحف المصري في التحرير

GMT 00:34 2023 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة الأوقاف المصرية تفتتح 17 مسجدًا فى عدد من المحافظات

GMT 07:13 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ترميم المومياوات باستخدام الذكاء الاصطناعي في مصر

GMT 07:12 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على 5 قبور جديدة تعود للعهد الروماني في غزة

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon