فالباريزو ـ أ ف ب
يخشى البعض من أن تؤثر التنمية الحضرية على مرفأ فالباريزو في تشيلي المدرج في قائمة تراث البشرية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والمعروف ببيوته الملونة المشيدة على أكثر من 40 تلة.
ويثير مركز تجاري قيد البناء في وسط المدينة على ساحل المحيط الهادئ جدلا بين أبناء هذا المرفأ الذي كان في ما مضى أكبر مرفأ في تشيلي والذي يقع على بعد 120 كيلومترا من غرب سانتياغو.
ويخشى البعض من أن يشوه هذا المشروع جمال المنطقة ويهدد اللقب الذي نالته من اليونسكو في العام 2003. لكن آخرين هم على قناعة بأن المدينة المتدهورة الأوضاع بأمس الحاجة إلى ازدهار اقتصادي.
والأعمال التي أطلقت قبل بضعة أشهر هي اليوم مجمدة إثر قرار صادر عن السلطات القضائية لفت إلى نقص في الدراسات الأثرية اللازمة.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أوفدت اليونسكو بعثة للكشف على الوسط التاريخي بغية تقييم وضعه وتحليل المشاريع الجارية، لاسيما تلك الخاصة بالمركز التجاري، وتقدير تداعياتها على التراث، بحسب ما أوضحت اليونسكو لوكالة فرانس برس.
ومن المفترض أن يقدم تقرير في هذا الخصوص عما قريب، متضمنا "التوصيات التي ينبغي تنفيذها" كي لا تسحب المنطقة من قائمة تراث البشرية التي أدرجت فيها قبل 10 أعوام تقريبا.
وقال خورخيه كاسترو رئيس البلدية لوكالة فرانس برس إنه "لا بد بعد من اتخاذ تدابير كثيرة في فالباريزو"، فهي لم تحصل على هذا اللقب إلا قبل 10 سنوات ولا يزال ينبغي تنفيذ خطوات كثيرة "وبعض المشاريع هي على وشك الإنجاز في حين أننا أطلقنا مشاريع أخرى".
وهو أضاف "أظن أن الجهود التي بذلناها ستذكر في تقرير اليونسكو".
وقد اغتنت المدينة خلال الموجة الاولى من العولمة في القرن التاسع عشرة قبل استبعادها من هذه الظاهرة العالمية. وهي كانت أكبر مرفأ تجاري يربط بين المحيطين الهادئ والاطلسي.
وتوافد إليها المهاجرون من أوروبا في القرن التاسع عشر، فباتت المدينة تزخر بجنسيات مختلفة في وسط بلد منعزل.
واليوم، أصبحت تسترزق من السياح الذين تجذبهم آثارها الشاهدة على ماض مجيد طويت صفحته، بعد أطاحت قناة بنما المشيدة في مطلع القرن العشرين بمرفئها.
وتدل الأعمال المجمدة في ورشة المركز التجاري على التناقض الذي تعيشه فالباريزو. فهذه المدينة هي مقصد الاف السياح المأخوذين بجمال طرقاتها المتعرجة، ومصاعدها الكهربائية القديمة، والسلالم الصغيرة فيها بين البيوت، الا انها تعاني نسبة عالية من الفقر تزيد عن المعدل الوطني وهي بأمس الحاجة الى مشاريع تنمية اقتصادية.
وهذا ما يبرر الاستثمارات المقدرة ب 150 مليون دولار في مشروع المركز التجاري الذي من المفترض ان يستحدث 4آلاف فرصة عمل، على حد قول رئيس البلدية.
غير ان الاقتصادي كاميلو فارغاس المعارض للمشروع يعتبر أن "هذا المشروع ينم عن وجهة نظر تبسيطية للنمو في المدينة".
وهو أقر ختاما "أعتقد ان المدينة بحاجة الى ما هو اهم من بناء هذا المتجر".
أرسل تعليقك