توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاحتفال بيناير بقسنطينة: ذبح ديك استبشارًا بسنة خصبة و مزدهرة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الاحتفال بيناير بقسنطينة: ذبح ديك استبشارًا بسنة خصبة و مزدهرة

قسنطينة - واج

صار صياح الديوك مسموعا في عديد المنازل بولاية قسنطينةعلى بعد أيام قليلة من حلول السنة الأمازيغية الجديدة. في الواقع قبل أن يصبح ششناق الأول معروفا بعاصمة نوميديا على أنه هو الذي دشن السنة الأمازيغية منذ 2964 سنة مضت باعتلاء عرش مصر القديمة كان الديك أو بالأحرىدجاج المزرعة الدي يتربى على حبات القمح الرائد و المميز لاحتفالات تبشر بسنةمفعمة بالثراء و الخصوبة. و منذ عدة أجيال كان أطفال مدينة قسنطينة التي يزيد عمرها عن ألفي سنةيتعرفون على يناير من خلال الديك الذي يبهج المنزل و شبوا على سماع عديد القصصحول الاحتفال الخاص الذي لم يتجاوزه الزمن و الذي يتحدى نظام الجيل الثالث و التدفقالسريع و هي القصص التي صارت جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية و التي تكرس الماضيالبعيد الذي يبحر بين الخرافات و الأساطير و يعكس هوية المدينة و بعدها الثقافي.---"تريدة الطاجين" و دجاج المزارع لاستقبال يناير و تدشين العهد مع الوفرة و الازدهار--- و يستقبل يناير بقسنطينة المدينة التي لا تتخلف أبدا عن إحياء الأعيادو"النفقات" بحفاوة كبيرة. ففي ليلة 12 يناير من كل سنة يتم تحضير أطباق دسمة وشهية للعشاء فتحضر "تريدة الطاجين" و هي نوع من العجائن المعروفة في بعض المناطقباسم"الفتات" أو "الشواط" و هو أشهر طبق يزين المائدة في احتفالات يناير. و بمهارة و إتقان كبيرين يتم طهي العجينة التي يتم بسطها لتصبح رقيقة جداعلى طاجين مصنوع من النحاس قبل أن يتم تقطيعها إلى أحجام كبيرة و تدهن بالزبدةو ترش عليها صلصة حمراء بذوق لحم الدواجن. و يتم تحضير وليمة حقيقية تستعمل فيها أفضل أنواع دقيق القمح الصلب فيتحضيرعجينة التريدة حيث تجلب أيضا زبدة المزارع من أجل ضمان الذوق الأصيل للطبقلكن يبقى دجاج المزارع أفضل "منكه" لهذه الأكلة التي تجمع أفراد العائلة تقضي العادةأن يحتفظ جانبا بنصيب الغائبين عن المأدبة. فبقسنطينة التي يتواصل بها تكريس فكرة مفادها أنه يتعين استقبال ينايربذبح ديك و هذا ما يؤكد بأن تواجد الدواجن التي تعد أفضل ما يرمز للخصوبة في اليومالخاص بإحياء السنة الأمازيغية الجديدة يعد علامة مبشرة على سنة خصبة و مزدهرة. كما يعد الاحتفال بيناير فرصة لتخليد قصة العنزة و هي الأسطورة التي يتواصلتناقلها دون تزييف من جيل إلى جيل و التي تروي بأن عنزة مغرورة أثارت غضب ينايرالذي يتزامن مع جزء كبير من شهر (جانفي) من خلال الاستهانة بقوته و اعتباره غيرقادر حيث يحكى بأن هذه العنزة المتكبرة اغترت بنفسها و أرجعت صمودها في الشتءالقاسي أمام البرد القارس و الفيضانات إلى قوتها مما أثار غضب هذا الأخير الذيقام بالانتقام منها ,من خلال اقتراض يوم من فورار (الشهر الذي يلي يناير) حتى يعاقبهذه العنزة. و سرد الأسلاف بأن هذه العنزة المسكينة صارت ترتعش من شدة البرد والخوف من أن تجرفها المياه الهائجة و منذ ذلك الوقت صار مصير هذه العنزة رمزا للعقابالذي قد يحل بكل من سولت له نفسه الاستخفاف بالطبيعة حيث تعرف هذه الأسطورة بقسنطينةتحت اسم "سلف المعزة" حيث يؤكد القدماء بأن اقتراض يوم من فورار جعل فيفري أقصرأشهرالسنة.---يناير: تاريخ و رمز و ميراث مغاربي--- و يواصل يناير من خلال تقاليد الطهي و ممارساته الشعائرية و الصبغة الخاصةالتي يكتسيها بسط مكانته عبر الزمن باعتباره حدثا حيا و معمرا و "جزءا مندمجا ضمنمجموع العادات المؤسسة للهوية الثقافية بالجزائر و لكن أيضا في جميع الدول المغاربية"حسب ما أشار إليه السيد محمد زيان أستاذ بكلية العلوم الإنسانية بجامعة منتوري. و باعتباره رافدا هاما من بين عدد كبير من مكونات هوية الشعب المغاربييدل يناير(المصادف لأول يوم من شهر جانفي ضمن تقويم جوليان الذي ينقص ب12 يوماعن التقويم الغريغوري) على بداية التقويم الزراعي و يتعلق بدورة الفصول و الذييستعمل منذ القدم من طرف الأمازيغ عبر بلدان المغرب العربي حسب ما يضيفه هذا الأستاذالجامعي الذي يكشف أيضا بأن إحياء السنة الأمازيغية الجديدة يتعلق ب"عادة زراعيةو بموارد أساسية في حياة الفلاحين". و يضيف السيد زيان بأنه يعود تاريخ إحياء يناير الذي سيشهد هذه السنة بدايةالسنة الأمازيغية 2964 إلى فترة ما قبل التاريخ و هو مرتبط ارتباطا وثيقا بالطقوسالفلاحية التي تختلف من منطقة أمازيغية إلى أخرى في بلدان المغرب العربي و التييبقى قاسمها المشترك هو "الاقتراب من الأرض و ثرواتها و التضرع أن تقدم كل ما هوأفضل و تدخرالأحزان". كما ذكر بأن إحياء يناير يعود إلى يوم تنصيب الملك الأمازيغي ششناق الذيغزا في سنة 950 قبل الميلاد مصر القديمة و أسس الأسرة المصرية ال22 بمنطقة سيوةقبل أن يوحد مصر القديمة و يغزو القدس.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتفال بيناير بقسنطينة ذبح ديك استبشارًا بسنة خصبة و مزدهرة الاحتفال بيناير بقسنطينة ذبح ديك استبشارًا بسنة خصبة و مزدهرة



GMT 06:03 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«السياحة» تحتفل بالذكرى الـ121 لإنشاء المتحف المصري في التحرير

GMT 00:34 2023 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة الأوقاف المصرية تفتتح 17 مسجدًا فى عدد من المحافظات

GMT 07:13 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ترميم المومياوات باستخدام الذكاء الاصطناعي في مصر

GMT 07:12 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على 5 قبور جديدة تعود للعهد الروماني في غزة

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon