توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بومباي تشهد الجيل الاخير من كتاب الرسائل

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - بومباي تشهد الجيل الاخير من كتاب الرسائل

بومباي - أ.ف.ب

كاتب الرسائل شاكيل احمد يفخر باحتفاظه باسرار كثيرة فهو كتب على مدى عقود رسائل عمال بومباي الاميين، من عشاق يتعهدون حبا ابديا الى حبيباتهم البعيدات او مومسات يرسلن المال الى ديارهن مع اخفاء وظيفتهن.لكن احمد اليوم لا يحصل على عمل كثير.ويقول الكاتب الجالس على مكتبه الخشبي القديم قبالة مبنى هيئة البريد العائد الى قرن من الزمن "الاف الاشخاص كانوا يأتون الينا لم يكن لدينا الوقت لنأكل. لكن في السنوات السبع الاخيرة تقريبا تراجع عملنا كثيرا".ويقول "ساواصل قدر المستطاع. لكن لا استطيع ان اعرف الى متى". وكان في هذا الجزء الزاخر بالحركة من جنوب المدينة  في ما مضى، 17 كاتب رسائل. وقد تراجع عددهم الى ثمانية الان وتقتصر مهامهم بشكل كبير على توضيب الحزم وملء الاستمارات. على مكتب احمد كدسة من قماش التوضيب وعلبة قديمة تحوي اقلاما الى جانب ختم يحمل احرف اسمه الاولى و شمعة لختم عمله.وفي حين ان ادوات عمله لم تتغير كثيرا منذ بدأ عمله قبل اربعين عاما في سن الرابعة عشرة، شهدت وسائل الاتصال من جهتها تحولا جذريا. فالثورة التي احدثها الهاتف النقال وبروز التحويلات المصرفية الفورية،  لا تترك مجالا لاملاء رسائل تسافر "ببطء السلحفاة" مع ان ربع سكان الهند لا يزالون اميين.ويوضح احمد "الان لديهم هواتف نقالة ويمكن للناس ان يتحدثوا لخمس دقائق" ويؤكد "من دون هاتف نقال لا يمكنك القيام باي شيء".ويقول احمد وهو اب لخمسة ابناء انه يتقاضى 200 الى 400 روبية (3 الى 6 دولارات) في اليوم "وهي كافية لاطعام عائلتي" مع ان زميله على مكتب اخر يشكو لانه لم يحصل الا على عشرة روبيات طوال فترة قبل الظهر. وفيما هما يتحادثان يدخل مسافران غربيان لتوضيب التذكارات التي اشترياها فيما يستعين بهما زبائن محليون مسنون لملء استمارات مالية.والمهمات المكتبية هذه مختلفة عن مكانة الكاتب في ما مضى عندما كان صلة الوصل الرئيسية بين حياة المدينة وحياة الريف. وفيما كانت بومباي تستقطب سكان الارياف باعداد كبير، كان النازحون الى المدينة يحتاجون الى ارسال المال الى عائلاتهم وبعض المعلومات المنتقاة بعناية عن حياتهم الجديدة.ويوضح احمد "الكثير من المومسات كن يأتين الينا من دون ان يفصحن عن عملهن في بومباي. كن يكتفين بالقول انهن يقمن بعمل ما ويتقاضين اجرا".وكان احترام كتاب الرسائل للخصوصيات مفتاحا لنجاحهم. ويؤكد احمد "كان علينا الاحتفاظ بالاسرار فان لم يكن للزبون ثقة بنا لما اتى الينا. انها مسألة ثقة فقط".وفي عصر الرسائل الفورية مع "تويتر" و"فيسبوك" لا يشكل كتاب الرسائل هؤلاء ، الضحايا الوحيدين.ففي تموز/يوليو اوقفت الهند اخر خدمة تلغراف كبيرة في العالم بعد 163 عاما على انشائها.وكانت هذه الخدمة الشكل الرئيسي للتواصل وتقريب المسافات وقد مرت عبرها 20 مليون رسالة موجهة  من  الهند خلال مرحلة تقسيم شبه القارة الهندية العصيبة جدا في العام 1947.ومنذ اختفاء وظائفهم تحول الكثير من فنيي التلغراف في بومباي الى حراس او موظفين مكتب في مقر عملهم السابق الذي بات مقرا لموزع لخدمة الهاتف النقال والانترنت.والانتقال الى وظيفة جديدة يبدو ان سيتواصل مع توسع التكنولوجيا الرقمية. فاكثر من 40 % من سكان الهند البالغ عددهم 1,2 مليار، يملكون هاتفا نقالا وجزء صغيرا منهم هواتف ذكية . الا ان الهند تجاوزت اليابان لتصبح ثالث اكبر سوق للهواتف الذكية في العالم.لكن توفر الانترنت لا يزال ضئيلا  الا انه زاد بنسبة 31 % بين 2012 و2013 لتحتل الهند المرتبة الثانية بعد البرازيل في وتيرة انتشار الانترنت على ما افادت شركة "كومسكور" للابحاث الرقمية.ويقول محمد "والدي كان يقوم بهذه المهنة لكنها لن تستمر. فالاعمال قليلة الان. فلم اقول لابني ان يعمل في هذا المجال بينما تتوافر له وظائف كثيرة اخرى؟"

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بومباي تشهد الجيل الاخير من كتاب الرسائل بومباي تشهد الجيل الاخير من كتاب الرسائل



GMT 06:03 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«السياحة» تحتفل بالذكرى الـ121 لإنشاء المتحف المصري في التحرير

GMT 00:34 2023 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة الأوقاف المصرية تفتتح 17 مسجدًا فى عدد من المحافظات

GMT 07:13 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ترميم المومياوات باستخدام الذكاء الاصطناعي في مصر

GMT 07:12 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على 5 قبور جديدة تعود للعهد الروماني في غزة

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon