توقيت القاهرة المحلي 00:39:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صناعة وزخرفة مقابض أدوات الطعام حرفة جزِّينيَّة تتلاشى

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - صناعة وزخرفة مقابض أدوات الطعام حرفة جزِّينيَّة تتلاشى

بيروت - رياض شومان

يجلس العجوز الثمانيني جوزيف عون في محترفه الصغير في سوق السد التراثي في مدينة جزين الجنوبية اللبنانية،  حيث يمضي معظم وقته منكباً على تشكيل قطع خشبية وتلبيسها بالعاج المطعم بالذهب وتحويلها قطعة فنية مزخرفة لتكون مقبضاً لملاعق او سكاكين او شوك طعام تزين الموائد في لبنان والمغتربات، او تزدان بها البيوت من ضمن ما تفاجئ به زائريها من تحف وقطع فنية وحرفية القاسم المشترك بينها جميعا "صنع في جزين". هي الحرفة الجزينية التي ذاع صيتها وتخطت شهرتها حدود لبنان الى العالم كله حرفة اهديت لملوك ورؤساء وقادة عرب واجانب لتأخذ موقعاً متقدماً في بيوتهم وعلى موائدهم وفي ثمين مقتنياتهم. ها هي اليوم تفقد وهجها وتكاد تتلاشى تحت طبقات من الغبار التي تغطي هذه القطع المعروضة في ما تبقى من محترفات ومحال تعرضها، بسبب تراجع الاقبال عليها من جهة، والاهمال الرسمي وغياب الدعم اللازم لإستمراريتها من جهة ثانية. يوضح جوزيف، وهو رئيس "تعاونية الحرفيين في جزين" أن هذه الصناعة كانت مورد رزق نصف اهالي جزين، وعادة ما كان الكثيرون هنا يتنافسون لابتكار الرسوم والزخارف التي تزين مقابض ادوات الطعام او السيوف لتأخذ اشكال طاووس او عصفور او سمكة او وزة وغيرها، ولتصبح لاحقا واحدة من أفخم الهدايا التي تقدم للشخصيات والرؤساء . ويشير الى أنه " من اصل 150 محترفا ومؤسسة كانت موجودة قبل أكثر من عقدين من الزمن في جزين، لم يتبق حاليا سوى 15 مؤسسة تعنى بالصناعات الحرفية الجزينية التقليدية يعمل في كل منها بين شخصين أو3 ، والسبب غياب الدعم الرسمي لهذه الحرفة وتراجع الاهتمام بها ، فما تقدمه وزارتا الثقافة والسياحة للصناعة الجزينية صفر. ومنذ سنتين قدمت طلبا الى وزارة الشؤون ليدعمونا ، وطلبوا مني المستندات وقدمتها وما زلنا عند الصفر!. وبالنسبة للبلدية لا امكانيات لديها لتدعمنا وانا حاولت كثيرا مع كل وزراء المالية الذين تعاقبوا على الدولة اللبنانية بان هذه الحرفة هي مسؤولية الدولة لأنها صناعة جزينية مشهورة من التراث اللبناني الأصيل" . ويتساءل "لماذا لا يكون هناك دعم دائم لها، على غرار دعم مزارعي التبغ مثلاً؟ نحن لا نطلب منهم حسنة ولكن ان يساهموا في احياء وتنشيط هذه الحرفة بتشجيع الطلب عليها. ويتابع عون: "في الماضي كان يأتي رئيس جمهورية او رئيس وزراء او ملك او يأتي البابا فيقدمون له هدية من الصناعة الجزينية.اما اليوم فلا احد يهتم ". ويتوقف عون عن متابعة عمله لبعض الوقت ثم ينظر الى لوحة على الحائط جمع فيها صورا له في بلدان عدة من العالم قبل عقود خلت، مع زعماء ورؤساء وفنانين ومشاهير فيقول: منذ العام 1965 جِلتُ بهذه الحرفة الجزينية الأصيلة العالم من اوروبا وحتى دولها الاسكندينافية، والتقيت شخصيات عدة وكونت معارف وصداقات. كانت هذه الحرفة هي التي تعرّف عني وعن لبنان. لكن خفت وهج وألق هذه الصناعة وتراجع عدد العاملين فيها بعدما توارثناها أباً عن جد.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة وزخرفة مقابض أدوات الطعام حرفة جزِّينيَّة تتلاشى صناعة وزخرفة مقابض أدوات الطعام حرفة جزِّينيَّة تتلاشى



GMT 06:03 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«السياحة» تحتفل بالذكرى الـ121 لإنشاء المتحف المصري في التحرير

GMT 00:34 2023 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة الأوقاف المصرية تفتتح 17 مسجدًا فى عدد من المحافظات

GMT 07:13 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ترميم المومياوات باستخدام الذكاء الاصطناعي في مصر

GMT 07:12 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على 5 قبور جديدة تعود للعهد الروماني في غزة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon