توقيت القاهرة المحلي 01:57:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تلامذة سوريون يجرون امتحانات رسمية في لبنان وأحلام مستقبلهم معلقة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تلامذة سوريون يجرون امتحانات رسمية في لبنان وأحلام مستقبلهم معلقة

طرابلس ـ أ.ف.ب

تجهش التلميذة السورية ريهام عثمان بالبكاء وهي تقدم امتحان الشهادة الثانوية اللبنانية في صف بإحدى مدارس مدينة طرابلس في شمال لبنان. تدرك هذه النازحة ان النتيجة التي ستحصل عليها قد لا تحظى باعتراف رسمي، ما يقضي على حلمها بأن تصبح صحافية. ريهام واحدة من 600 تلميذ وتلميذة سوريين نازحين الى لبنان غالبيتهم من محافظة حمص وسط سوريا، انهوا اليوم الثلاثاء تقديم امتحانات الشهادة الرسمية وفق المنهج اللبناني الذي درسوه خلال العام الدراسي 2012-2013 بمبادرة من جمعية اسلامية. الا ان هذه الامتحانات تجرى من دون اعتراف من السلطات التربوية اللبنانية، اذ ان الغالبية العظمى من التلامذة السوريين الذين نزحوا جراء العنف في بلادهم، لا يحملون افادات مدرسية او اوراق تثبت نجاحهم، بما يؤهلهم لاجراء الامتحانات بشكل رسمي. ويقول زكريا صباغ، المشرف على تعليم التلامذة السوريين في جمعية التربية الاسلامية، ان الجمعية التابعة للجماعة الاسلامية "حاولت كثيرا مع وزارة التربية اللبنانية لكي يتم السماح للطلاب السوريين بتقديم الامتحانات والحصول على شهادات رسمية، لكن شروط الوزارة تتطلب ان يكون الطالب حاصلا على شهادة من مدرسته او بلده مصدقة". ويوضح ان لجنة فاحصة "ستقوم بتصحيح الامتحانات" التي أجريت في مدرستين احداهما في مدينة طرابلس والثانية في عكار (شمال)، وسوف نرفعها الى الائتلاف السوري (المعارض) الذي وعد بدوره بتقديمها الى جامعة الدول العربية لكي يتم الاعتراف بنتائجها". ويتابع "نأمل ان يحصل ذلك، وان كنا غير متفائلين كثيرا بأن نحصل على الدعم المطلوب لانجاح مهمتنا". في قاعة الامتحان، تحاول ريهام (19 عاما) الا تدع غموض مستقبلها يؤثر على أدائها. وتقول "انا لست مطمئنة لمستقبلي، واعرف انني عندما انتهي من هنا لن أجد جامعة تقبل بي، وبالتالي ضاع عليّ مستقبلي وحلمي بأن اكون صحافية"، قبل ان تجهش بالبكاء. كما يدفع ريهام الى التوتر عدم التأقلم مع المنهج الدراسي اللبناني واستخدام اللغات الاجنبية لا سيما في المواد العلمية، في حين ان اللغة الرسمية للتدريس في سورية هي العربية. ويقول صباغ "هناك 600 طالب وطالبة اخضعوا للامتحانات وفق المنهج اللبناني، حيث جرى تدريسهم اياه بعدما جرى تحويل بعض المواد من اللغات الاجنبية الى اللغة العربية ليتسنى للطالب السوري التأقلم مع التغير الحاصل". وتقول ام طارق، وهي مشرفة سورية على التلامذة خلال تقديم الامتحانات، "نحاول قدر المستطاع ان نكون الى جانب الطلاب حتى لا يشعروا بالفارق بين لبنان وسورية، وحتى نستطيع ان نساعدهم ضمن المتاح لكي يتمكنوا من اجراء الامتحانات". تضيف وهي تتنقل بين التلميذات اللواتي يجرين الامتحان في قاعة منفصلة عن الفتيان، ان هناك "صعوبات تواجه الطلاب لها علاقة بموضوع اللغة، ونأمل في ان يتخطوها". والى الصعوبات التعلمية، يعاني التلامذة الممتحنون كذلك من الاثر الذين تركه في نفوسهم النزاع المستمر منذ اكثر من عامين، وادى الى مقتل اكثر من 93 الف شخص وتهجير اكثر من مليون ونصف مليون شخص، بحسب الامم المتحدة. ولجأ نحو 530 الف سوري الى لبنان منذ بدء النزاع منتصف آذار/مارس 2011، يتوزعون بغالبيتهم في الشمال والبقاع (شرق)، اكثر من نصفهم ما دون الثامنة عشر من العمر. وتتحدث ام طارق التي رفضت كشف كامل هويتها عن "مشاكل نفسية لدى بعض التلامذة، وخصوصا ممن فقدوا عائلاتهم او خرجوا في ظروف صعبة من سورية بعدما دمرت منازلهم". في قاعة مجاورة داخل المدرسة في طرابلس، يجري الفتيان امتحان الشهادة الثانوية. ويقول عادل طيبان (16 عاما) والمتحدر من حماة (وسط) "تأقلمنا على النوم في غرف ضيقة وعلى الوقوف ساعات طويلة للحصول على مساعدات غذائية، وعلى خسارتنا لمنازلنا ووطننا، ولم يبق امامنا سوى الدراسة لنعوض على اهالينا ونخفف من معاناتهم". يضيف عادل "كل شيء صعب لدى الشخص بعيدا عن وطنه، والاصعب من ذلك هو اذا لم يعترف احد بشهاداتنا، او لم يعد من يقدم لنا مساعدات لكي نواصل تعلمينا، وهنا ستكون المصيبة الكبرى". في القاعة نفسها، يتحدث عمر الحداد (18 عاما) امام رفاقه المنصتين له "اكثرنا من حمص، ولكن كثيرين منا لا نعرف بعضنا، جمعتنا مصيبة النزوح واليوم الهم المشترك لمستقبلنا غير الواضح". بالنسبة لنور الطحلة البالغة من العمر 16 عاما، ما زال الوقت يسمح لها بانتظار تبدل الظروف في سوريا، هي التي تأمل في ان تصبح يوما ما طبيبة لتحقيق حلم شقيقها الذي قضى جراء اعمال العنف. وتقول "آمل في ان انجح وان استطيع ان اكمل دراستي، واتخرج من كلية الطب، لان هذا كان حلم شقيقي الذي قتل مع بداية الاحداث في سورية، واليوم والدتي تريدني ان اكون طبيبة لاحقق حلم شقيقي، ولكي اساعد ابناء بلدي". تضيف "امامنا ثلاث سنوات حتى نتخرج ونتوجه الى الجامعات، واظن ان هذه الفترة كافية لمعرفة مصير سورية وعودتنا الى منازلنا هناك".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلامذة سوريون يجرون امتحانات رسمية في لبنان وأحلام مستقبلهم معلقة تلامذة سوريون يجرون امتحانات رسمية في لبنان وأحلام مستقبلهم معلقة



GMT 06:17 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير التعليم المصري يفتتح البطولة العربية المدرسية

GMT 12:06 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط تحويلات المرحلة الثانوية وحظرها في عدة محافظات مصرية

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon