توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية قيد الاندثار

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية قيد الاندثار

واشنطن ـ مصر اليوم

تلجأ حدائق الحيوانات في العالم الى تقنيات متطورة جدا من تجميد السائل المنوي للباندا وقاعدة بيانات جينية وتصوير بالصدى لوحيد القرن، وصولا الى سفينة نوح حديثة لضمان استمرارية الانواع المهددة.  فازاء المخاطر المتزايدة على قدرة انواع عدة من الفصائل على الصمود ولاسيما بسبب الصيد غير الشرعي وتدمير مواطنها الطبيعية، يحاول الخبراء أن يحافظوا على بعض الفصائل من الاندثار التام مهما كلف الامر. وهم يعتمدون في سبيل ذلك برامج لتكاثر هذه الحيوانات في الاسر.  لكن الامور ليست بسيطة كما قد يبدو. ففي السبعينات من القرن الماضي، تبين للخبراء البيئيين ان صغار الزرافات والغزلان في الاسر لديها فرص اقل للحياة من تلك التي تعيش في البرية. ويقول ديفيد فيلد الخبير في حديقة واشنطن الوطنية للحيوانات "اثار هذا الامر اضطرابا في حدائق الحيوان التي ادركت ان عليها ان تجد طرقا لتطوير ادارتها لحياة الحيوانات الموجودة لديها". ويوجد اليوم اكثر من 500 نوع تتناولها برامج متخصصة لانقاذ الحيوانات المهددة، مثل الفهود والفيلة الاسيوية والظباء الافريقية.  وتسجل المعلومات الوراثية لهذه الحيوانات التي تعيش في الاسر، بواسطة برامج معلوماتية متخصصة، تتيح للعلماء ان يختاروا الزوجين المناسبين من كل فصيلة، بحيث ينجم عن هذا التزاوج افضل النتائج.  فحيوان المها الصحراوي كان مصنفا على انه فصيلة مندثرة في الطبيعة منذ العام 2000، جراء الصيد وتدمير مواطنه. لكن الالاف من هذا الحيوان ولدت في الاسر، واعيد اطلاقها في الطبيعة، ولا سيما في تونس. اما حيوانات الباندا العملاقة، فهي تشكل مثلا آخر على النجاح "الاستثنائي" للجهود المبذولة في التكاثر في الأسر، بحسب ديفيد فيلد. وتمكنت الصين ايضا من الحفاظ على الباندا لديها في الاسر، وهي تزود حدائق عدة من العالم بهذه الحيوانات، حيث يعمل خبراء على تزويج ذكورها والاناث قبل اعادتها الى موطنها الاصلي.  لكن التكاثر في الأسر ليس مثله في الطبيعة، اذ يسجل تراجع لدى هذه الحيوانات في الرغبة الجنسية والخصوبة وهي في الأسر.  ويقول بيار كوميزولي الخبير في شؤون الباندا في حديقة واشنطن "احتمال النجاح لا يتجاوز حالة واحدة سنويا".  ويخضع الحيوان في الحديقة الى برنامج للتأهيل الجسدي بانتظار موعد التزاوج.  لكن الخبراء يشرحون ان هذه الحيوانات التي يبلغ وزن الواحد منها اكثر من مئة كيلوغرام، قد لا تتمكن من اتمام عملية التلقيح كما يجب. في هذه الحالة، يعتمد الخبراء على التلقيح الاصطناعي.  ويقول كوميزولي "عندها يتعين علينا ان نخدر الذكر حتى نتمكن من سحب عينة من سائله المنوي".  وبعد ذلك ينبغي على العلماء انتظار بين ثلاثة اشهر وخمسة لمعرفة نتيجة التلقيح. في العام 2005 احتفلت حديقة واشنطن بولادة اول صغير باندا في ارجائها. وفي العام الجاري، استخدم الخبراء السائل المنوي لذكري باندا، احدهما من حديقة سان دييغو، لتلقيح انثى باندا. وفي 23 من الشهر الحالي، تكللت احدى هذه العمليات بالنجاح اذ ولد في الحديقة صغير باندا بصحة جيدة، وبعد ذلك بأيام ولد صغير آخر لكنه ولد ميتا. ويقول كوميزولي "لم نتمكن بعد من كشف كل اسرار التناسل عند الباندا".  بالنسبة لحيوانات وحيد القرن في سومطرة، وهي فصيلة مهددة جدا بالاندثار، يبدو ان التكاثر في الاسر وبين اشقاء هو الحل الوحيد للحفاظ على هذا النوع.  ففي الطبيعة، لم يبق من هذه الحيوانات سوى بضعة مئات موزعة بين اندونيسيا وماليزيا. بالاباضة لدى الانثى نادرة ولا تتم الا بوجود ذكر، وفي ظل عدم التزاوج قد تصبح انثى وحيد القرن عقيمة. في العام 1990 اطلقت حديقة سينسيناتي في اوهايو شمال الولايات المتحدة برنامجا لتكاثر حيوانات وحيد القرن، اتاح في العام 2001 ولادة صغير من فصيلة وحيد القرن السومطري، وهو الاول من نوعه الذي ابصر النور في الاسر منذ 112 عاما. والآن، ليس امام الانثى الوحيدة القادرة على الولادة في هذه الحديقة سوى ان تلقح في ذكرين، وهما شقيقان لها. ويقول تيري روث نائب مدير حديقة سينسيناتي ان احد الذكرين موجود في الحديقة نفسها والآخر موجود في اندونيسيا. ويضيف "في حال لم تقم اندونيسيا باحضار حيوان آخر من وحيد القرن، فان التنوع الجيني الذي بحوزتنا فقير". لكن تنظيم حياة زوج من حيوانات وحيد القرن في حديقة سينسيناتي امر مكلف، فقد وصلت نفقاته في العام 2011 الى 263 الف دولار، بحسب روث. ويقول ديفيد فيلد "هناك مباحثات تجري بين العلماء في العالم حول مدى فعالية برامج الادارة الجينية القائمة منذ ثلاثين عاما". ويضيف "لكن حتى في حال تمكنا من توفير التنوع الجيني، فان الحالات الناجحة محدودة جدا، ولا بد من العثور على وسائل لحماية هذه الحيوانات في البرية اذا اردنا ان نحافظ عليها".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية قيد الاندثار محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية قيد الاندثار



GMT 06:46 2024 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

علماء يحذرون من انتشار النمل "الناري"

GMT 09:12 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية ترصد نوعين جديدين من الطيور

GMT 05:46 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

ولادة حيوان إفريقي مهدد بالانقراض في تشيلي

GMT 06:38 2023 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

العصافير الذكور تلفت نظر الإناث بالتغريدات والأغاني

GMT 04:22 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

رجل يطعن كلب بيتبول حتى الموت بعد مشادة

GMT 00:51 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

دب عملاق ينهي حياة أميركي بطريقة مأساوية

GMT 04:06 2023 الخميس ,15 حزيران / يونيو

تدهور أعداد الدببة القطبية في كندا

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon