القاهرة ـ مصر اليوم
كشف مدير مركز دراسات الإسلام السياسي والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية الكاتب الصحفي مصطفى حمزة، وهو أحد أبناء مدينة مغاغة ، بأنّ الحادث المتطرّف الذّي تعرّض له المسيحيون اليوم في مدينة مغاغة في محافظة المنيا، يعيد للأذهان أحداث الفتنة الطائفية التّي تعرضوا لها في الثمانينات والتسعينات، على يد الجماعات المتطرفة، مشيرًا إلى أنّ بشاعة الحادث تؤلم المسلمين والمسيحيين على حدٍّ سواء، لأنّ الدماء كلها معصومة بغض النظر عن دين أصحابها، مناشدًا الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة تفعيل المجلس القومي الأعلى لمكافحة التطرّف، الذّي تمّ إنشاؤه مؤخرًا، وتشكيل لجنة طارئة من المجلس، تكون مهمتها التوجّه إلى صعيد مصر لدراسة أسباب عودة ظاهرة العنف بكل أشكاله، ومنه العنف الديني والطائفيّ، مؤكّدًا أنّ التعايش بين المسلمين والمسيحيين في بلده يضرب به المثل في التسامح والمعاملة الحسنة، باستثناء هذه الأحداث المتفرّقة التّي تصدر عن أناس لا دين لهم ولا مروءة ولا إنسانية.
وأشار حمزة إلى ضرورة وجود لجنة دائمة لمكافحة التطرّف تابعة إلى المجلس الأعلى القومي، في كل محافظة من محافظات الصعيد، تكون مهمّتها دراسة أسباب وأبعاد هذه الظاهرة في هذه المحافظات، ورفع التقارير الدورية عن الحلول المقترحة لمعالجة هذه الأسباب المختلفة، لافتًا النظر إلى أنّ الأفكار لا تموت بموت أصحابها أو سجنهم، بل تظلّ حرة طليقة تحلّق في عقول البشر حتّى تجد الفرصة المناسبة للتحوّل إلى واقع عنيف، حيث يبدأ الإرهاب بالتكفير وينتهي بالتفجير والقتل والتدمير، مؤكّدًا بأنّ العنف أصبح منتشرًا في صعيد مصر والمحافظات الحدودية أكثر من غيرها من المحافظات الأخرى، مشدّدًا على أنّه يتحاور بشكل دوري مع شباب بلدته مغاغة، وتكشف هذه الحوارات عن وجود بذور وجذور للعنف متأصّلة داخل عقول هؤلاء الشباب تحتاج إلى احتواء سريع وعاجل، بدلًا من إهمالهم وتركهم فريسة لهذه الأفكار الهدامة، موجّهًا الدعوة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لعقد المؤتمر القادم للشباب في محافظة المنيا، مقترحًا أن يكون شعاره: "معًا نقضي على الإرهاب" أو "الحياة خير من الموت" ليبعث في رسالتين إلى المتطرّفين، الأولى: "أنّ الحياة في سبيل الله أفضل وأصعب من الموت في سبيله"، والثانية: "أن ترك المخالفين لهم في الدين فرصة عظيمة للاستجابة لدعوتهم، وأن قتلهم يفوت عليهم الأجر العظيم، ويتعارض مع سنة الله في ابتلاء خلقه واختبارهم".
أرسل تعليقك